عبدالله المزهر

المجتمع جاهز!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 15 نوفمبر 2016

Tue - 15 Nov 2016

أتابع ـ كأي سعودي ـ انتخابات البرلمانات في الدول التي تصلني أخبارها، وهي كثيرة جدا مما يصعب علي متابعة كل شيء ويجعلني أتردد في اختيار بعض المرشحين لأني لم أجد الوقت الكافي لمعرفة برامجهم الانتخابية، وما الذي سيقدمونه حينما يصبحون جزءا من النظام التشريعي في دولهم.



في الدول المجاورة التي تشبهنا في كل شيء ـ ما عدا الانتخابات التشريعية بالطبع ـ كانت «الشيلات» هي أبرز برامج أغلب المرشحين، والشيلات ـ كما تعلمون جميعا ـ هي أحد الفنون الجميلة التي ترفع أنزيم «الهياط» إلى أعلى مستوياته لدى كائنات شبه الجزيرة العربية، حيث «يشوش» سامعها ويقدم على عمل أي شيء دون تفكير في الغالب.



والغريب في أمر الشيلات أنها غيرت تفكير البعض في موضوع الانتخابات والبرلمانات، فكثير ممن كان يطالب بأن يكون مجلس الشورى مجلسا تشريعيا حقيقيا منتخبا أصبح يتردد في المجاهرة بهذه الأمنية؛ لأنه يدرك بعدما شاهد وسمع ما يحدث في الجوار الذي يشبهنا أن أغلب وجوه المجلس ستكون من قوائم «أخذ حقه بدق خشوم»، وبقية الفنون السمعية المشابهة الأخرى.



وفي ذات الوقت فإن رواد «الفن الدرباوي» الذين كان أمر المجلس لا يعنيهم، سواء أتى منتخبا أو معينا أو لم يكن موجودا من الأساس، بدؤوا ينتظرون اللحظة التي يعلن فيها أن الانتخابات هي الطريق الوحيد إلى مجلس الشورى. لأن هذا يعني مزيدا من الشيلات والشعراء والمطربين وفق الضوابط. وسيكون حراكا اقتصاديا أكثر إقناعا من ذلك الذي يكون على هامش فعاليات انتخابات مزاين الإبل.



وعلى أي حال..

أظن أن هذا شيء جميل، فالمجتمع على الأقل جاهز لكي يغني في الانتخابات، وهذه خطوة أولى ومهمة تبطل عبارة «المجتمع غير جاهز»، وهي الحجة الأزلية التي لم يستطع الزمن تغييرها منذ عشرات السنين، والبداية بمرشحي الشيلات ليست سيئة، يمكن اعتبارها البداية من حيث انتهى الآخرون!



[email protected]