عبدالله المزهر

نحنا والقمر جيران!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 14 نوفمبر 2016

Mon - 14 Nov 2016

يفترض أن ظاهرة «القمر العملاق» قد حدثت ليلة البارحة، وفيها سيكون القمر في أقرب نقطة من الأرض منذ عام 1948.



ولا أعلم هل كانت فلسطين عربية حين كان القمر قريبا من الأرض في ذلك العام أم إن زيارته كانت بعد «النكبة».



وأظن القمر سيدهشه منظر الأرض حين يقترب منها ويشاهد ما الذي فعله الإنسان بهذا الكوكب خلال السنوات السبعين الماضية، وسيكون محظوظا جدا إن لم تقع عينه على هذا الجزء «الأوسط» من الكرة الأرضية، لأن هذا قد يتسبب في «شحوبه» في السنين القادمة قبل أن يتمكن من العودة مجددا ليلقي نظرة أخرى.



في المرة الأخيرة التي اقترب فيها القمر كانت فلسطين تسمى فلسطين، سيجد مكانها الآن شيئا اسمه «إسرائيل» ولن يخبره أحد أن هذه الإسرائيل كانت تسمى العدو الصهيوني، ثم الاحتلال الإسرائيلي، ثم إسرائيل، وأخشى أنه في عودته القادمة للنظر إلى الأرض عن كثب سيجد أنها أصبحت جمهورية إسرائيل الإسلامية الصهيونية العظمى.



هذه مجرد احتمالات، لكن المؤكد أنه في كل مرة سيعود من البارحة وحتى تدك الأرض دكا سيجد أن البشر في هذه المنطقة من العالم لا زالوا يجرون التحقيقات حول جرمية مقتل الحسين رضي الله عنه، ويتبادلون الاتهامات ويقتلون بعضهم بعضا. هذا أمر لا يبدو أنه سيتغير حتى لو نزل القمر إلى ساحة القتال بنفسه.



وعلى أي حال..



اقتراب القمر من الأرض فرصة سانحة ومجانية للجميلات لكي يشاهدن بأنفسهن أن الشعراء والعشاق حين كانوا يصفونهن بالأقمار فإن الأمر ليس أكثر من «شتيمة» مهذبة.



وبمناسبة الجمال فإن العلماء المختصين بعلم الأقمار التي في السماء، يقولون إن القمر سيعود للاقتراب مرة أخرى في نهاية العام 2034، وأتمنى أن نفاجئه حين يعود ويكتشف أننا تغيرنا، سيكون الأمر محبطا للقمر لو عاد ووجد أننا ما زلنا نناقش إمكانية تحقيق رؤيتنا.

[email protected]