المحللون السياسيون الجدد

الاحد - 13 نوفمبر 2016

Sun - 13 Nov 2016

حينما تهب رياح الطبيعة على بقعة جغرافية ما، حتما ستصطحب معها ما خف وزنه وفرغ محتواه من أكياس ومناديل وأوراق ونحوها، هذه الصورة التشبيهية تقرب - للقارئ الكريم - ما عم وطم في عالمنا العربي المتهالك أصلا من لعنات متتابعة لما اصطلح عليه بـ(الربيع العربي) حسب خطاب شاشة الإعلام السياسي.



وإن هذه الرياح السياسية المثيرة لغبار النعرات الطائفية والنزاعات الدولية اصطحبت معها عالات على المشهد السياسي تمثلوا في لواء مجازي (المحللون السياسيون الجدد)، فمن سئم الحماس الرياضي – عزيزي القارئ - زج بأنفه في قراءة مشهد سياسي ما، ومن سئم رهانات لعبة البلوت أو مغامرات البلايستيشن رأى جادة الثرثرة في الشأن السياسي مطية قريبة الظهر طيعة المنال. حتى أصبحت الفضائيات الإخبارية تنضح بالمحللين السياسيين الجدد بخلفيات ثقافية جوفاء؛ بل إن سيل كثرتهم جرف وسائل التواصل التي لا تكلف صاحبها أكثر من ضغطة زر بعد رصف عدد من الكلمات المدوية وتضمينها روابط لأحداث مشابهة في الموضوع دون مراعاة للتشابه في مضمونه والظرف الخاص الذي نشأ فيه هذا الحدث السياسي.



ما قبل الخلاصة: رفقا بالشأن السياسي، ورفقا بالمتابع العربي الذي لم يبق لديه إلا جرعة من صبر وحفنة من كرامة. فالتحليل السياسي فن ونقد وخبرة ووعي ومتابعة ومقارنة ومثاقفة وتخصص لها أهلها الذين أفنوا العقود من أعمارهم في السير تحت مستجداته وتقلباته وتحمل تتابع فشل قراءة مستجدات شؤونه.



وإنه لحقيق بمتعجب أن يسأل: هل بات واقع الكثير من رواد وسائل التواصل كواقع من إذا سئم الفراغ اتخذ من رؤوس الأيتام بروفة لتعلم الحلاقة؟! ربما نعم يتبعه أسف كبير.