فارس هاني التركي

هكذا فاز ترامب

السبت - 12 نوفمبر 2016

Sat - 12 Nov 2016

فاز ترامب وخالف كل التوقعات والدراسات والاستطلاعات والتحليلات التي كانت تشير لفوز مريح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. مفاجأة من العيار الثقيل وفوز قلب الموازين وجعل الجميع يعيد حساباته فيما يتعلق بمصداقية الإعلام التقليدي وقوة تأثيره. فجميع وسائل الإعلام التقليدية كانت تقف في صف هيلاري كلينتون من برامج الأخبار إلى تعاطف المذيعين إلى استطلاعات الرأي إلى البرامج الحوارية وحتى مشاهير السينما. الآلة الإعلامية بكل ثقلها كانت في صف هيلاري وصورت الوضع على أنه شبه محسوم لثني أنصار ترامب عن التصويت وقتل روح الحماس فيهم.



ترامب لم يستخدم أو يستفد من الإعلام التقليدي الذي حرص على تشويه سمعته وتصويره على أنه مهرج، ففي حين أن هيلاري كلينتون صرفت قرابة 100 مليون دولار على حملتها الدعائية صرف ترامب قرابة 17 مليون فقط على الدعاية فقد اعتمد بشكل كبير على حسابه في تويتر وفيس بوك وقناته على اليوتيوب. فلدى ترامب أكثر من 14 مليون متابع في Twitter بينما هيلاري لديها أقل من 9 ملايين متابع وكذلك الأمر في Facebook فلدى ترامب 11 مليون معجب بينما هيلاري لديها 6 ملايين معجب فقط.



مفاجأة فوز ترامب أوضحت لنا كمية التلاعب الخطيرة التي كان يستخدمها الإعلام التقليدي الذي حاول بشتى الطرق التأثير على الناخب الأمريكي والذي كان أوعى مما نتصور، فترامب على الرغم من حدة تصريحاته ولكنه كان صادقا لمؤيديه وكان قريبا منهم ملامسا لهمومهم فما كان منهم إلا أن أيدوه وصدقوه خاصة فيما يتعلق بفساد الأحزاب السياسية وأنه مواطن عادي بعيد عن السياسة وفسادها فهو يريد مصلحة أمريكا ولديه تجارب تجارية ناجحة جعلته مستقلا وغير مدين لأي أحزاب أو لوبيهات.



وللعلم حتى عند البحث في قوقل عن اسم ترامب تظهر لنا أكثر من 900 ألف نتيجة بحث بينما تظهر 360 ألف نتيجة عند البحث عن اسم هيلاري. هذا يدل على رغبة الجميع في معرفة معلومات أكثر عن ترامب الذي حاربه الإعلام التقليدي بكل ما أوتي من قوة ولكن ترامب انتصر على الإعلام التقليدي وعلى كل ألاعيبه غير الاحترافية وفوزه أوضح للناس أن الإعلام التقليدي لم يكن على مقربة من الناس وتعامل مع الجمهور بتعالٍ وثقة زائدة توقع من خلالها أنه قادر على توجيه الرأي العام والتأثير عليه ولكن فوز ترامب قلب الموازين وأوضح للناس الفساد الكبير الذي ينخر في الإعلام الأمريكي.



هناك أسباب أخرى كتهالك الحزب الديمقراطي وفقدانه للثقة من الشعب وربما عدم جاهزية الأمريكان لأن تترأسهم امرأة وإيمان الأمريكان بفساد أغلب السياسيين ولا ننسى فضيحة الرسائل الالكترونية وتركيز ترامب على غير الحاصلين على شهادات جامعية وتشجيعهم للتصويت والعديد من الأسباب الأخرى ولكنها بالتأكيد تأتي تباعا بعد نجاحه الساحق في التغلب على الإعلام المسيس.