عبدالله المزهر

قليل من الطائفية.. كثير من الأسى!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 12 نوفمبر 2016

Sat - 12 Nov 2016

بعد أكل قلوب الناس ـ بالمعنى الحرفي ـ وحرقهم أحياء كان سحق الأطفال بواسطة الدبابة هو آخر ما توصل إليه الباحثون على الحق ومحاربو داعش المتطرفة الإرهابية التي تذبح الناس بطرق بشعة.



ويبدو أن الفارق الوحيد بين داعش والحشد هو أن الثانية لديها إعلام رسمي يبرر لها أعمالها على عكس الأولى التي تعتمد على نشر مقاطع الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي.

أما ما عدا ذلك فلا يوجد فوارق تذكر، نفس الخسة والدناءة وانعدام المروءة والإنسانية والشرف.

والحق أني أحاول ـ ما استطعت إلى ذلك سبيلا ـ أن أجد مبررات لما يحدث في العراق لكي أقنع بها نفسي، في أحيان أحاول إقناعها بأن كل ما يقال مجرد أكاذيب وتشويه للوقائع التي تحدث على الأرض، وأنه من حق الحكومة العراقية أن تستعيد أراضيها التي تسيطر عليها عصابة «العراقي» أبوبكر البغدادي. لكني كلما أجتهد في إنكار الواقع يظهر معمم ليهدد، لا يهدد داعش ولا يهدد أعداء العراق، ولكنه يقول: الدور جايكم يا «أهل الموصل».

ومشكلة الحشد وعصابات «البغدادي»، ليست مشكلة تخص العراق وحده، لأن أخطر ما يحدث في العراق هو «التجييش» الطائفي العابر للحدود والقارات، ولكن أكثر الأمور خطورة وقذارة هو أن ما يفعله الحشد الشعبي هناك أوجد نوعا من التعاطف مع «داعش» لدى الطرف الآخر في هذه المعادلة الطائفية. والعكس لا يخلو من الصحة.



وعلى أي حال..

أن يصل الأمر إلى أن ينقسم الناس إلى متعاطفين مع داعش أو مع الحشد، فهذا أدنى ما وصلت إليه البشرية من انحطاط في هذا الجزء الموبوء من الكرة الأرضية.

والتعاطف مع الحشد أكثر خطورة لأن داعش لا خلاف على إجرامها وانحطاطها الأخلاقي، لكن مشكلة الحشد الطائفي أنه يبدو رسميا ومدعوما بشكل علني من دول ومنظمات ـ وحتى من بعض «إعلامنا» ـ إما دعما مباشرا أو دعما بالتغاضي عن جرائمه!