دخيل سليمان المحمدي

هل سننتظر تعميما آخر؟

الجمعة - 11 نوفمبر 2016

Fri - 11 Nov 2016

لقد أثري موضوع ظاهرة القزع كثيرا بالنقد الإعلامي، فكل عام نقرأ الكثير من المقالات الناقدة والمطالبة بوضع حد لتفشي ذلك، خاصة في الوسط الرياضي ليصدر تعميم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذو تاريخ صلاحية موقت حتى تعود الظاهرة لتنمو من جديد، فلو عدنا للتاريخ القريب لوجدنا أنه في عام 2011 وجه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل لجنة الحكام الرئيسة بوضع عقوبة صارمة ضد أي لاعب تظهر عليه هذه الظاهرة، وتم تنفيذ ذلك حتى انتهاء الموسم آنذاك، ثم في موسم عام 2013 عادت الظاهرة تنمو بشكل واضح على رؤوس لاعبينا ليبدأ الإعلام بالنقد والمطالبة بالمعالجة من جديد ليتم التوجيه برفع خطاب عاجل للجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم لاعتماد بند جديد ضمن العقوبات المالية التي تقع على اللاعب في حال مارس ظاهرة القزع، وهكذا تعاقبت التعاميم مع كل مطالبة حتى تم إصدار آخر تعميم بتاريخ 5 /1 /1436هـ.



والذي أريده من هذا المقال ليس سردا لتواريخ التعاميم المتتابعة التي أصدرت بشأن الحد من هذه الظاهرة، ولكن أريد من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يجعل هذا التعميم ساري المفعول دائما وشرطا من شروط انضمام اللاعب لهذه المنظومة، لا نريد تعاميم موسمية تنتهي مع انتهاء الموسم.



على اللاعب أيضا أن لا يضع نفسه في هذا الموقف المحرج وأن يجعل الرادع له عن ذلك هو تربيته وحسن خلقه ودينه، وليس العقوبة المالية التي تم فرضها عليه.



ربما هناك من يقول: لم نشاهد مع بداية هذا الموسم أي ظاهرة قزع على لاعبينا، ذلك ممكن، ولكن هناك بوادر لعودة الظاهرة من جديد، وإذا لم يكن هناك ظاهرة ففي قانون الطب (الوقاية خير من العلاج) أي لا ننتظر عودتها لكي نعالجها بل نحتمي منها قبل تفشيها.



السيدة رعاية الشباب إذا كنت جادة في هذه التوجيهات والتعاميم فعليك أن تعلمي جيدا أن الحل ليس في إصدار التعاميم الموقتة بل في وضع آلية حازمة ودائمة لمراقبة هذه السلوكيات، والتأكد من جدية تطبيقها على أرض الواقع، أما إن كان الأمر مجرد ردة فعل للانتقادات الإعلامية والاجتماعية وليس عن قناعة تامة بخطورة هذه الظاهرة على النشء، فسنكون قريبا على موعد مع تعميم بتاريخ جديد لانتهاء تاريخ صلاحية التعميم السابق ويبقى الحال على ما هو عليه.



وأخيرا نشد على أيدي الآباء والأمهات بنصح أبنائهم ومنعهم من ممارسة هذه القصات أو التقليعات الغريبة، ولا نغفل دور المدارس والجامعات ومطالبتها بالتفتيش على طلابها وفرض أشد العقوبات على من يجدونه مقزعا.