عبدالمطلوب مبارك البدراني

الدكتور أبخص!

الجمعة - 11 نوفمبر 2016

Fri - 11 Nov 2016

أبخص بمعنى أدرى وأعلم، والبخص هو النظرة الثاقبة والعلم بالشيء والدراية به، عندنا مثل شعبي دارج يقول (الشيوخ أبخص)، وهناك من يرى أنه عندما يحصل على الدكتوراه فقد وصل إلى نهاية العلم، نعم الاختصاص أهم جوانب التطور العلمي سواء في مجال الطب أو في أي عمل أكاديمي، ولكن يجب ألا يتوقف التحصيل على هذه الشهادة الأكاديمية بل يجب على المتخصص أن يصقل موهبته أثناء ممارسة عمله، ويستمر في البحوث والتعلم.



وبطبيعة الحال هناك وظائف لا تؤدى من دون تخصص واضح ودقيق، كوظيفة الطب والهندسة، ومن غير المعقول أن نسلم المريض لطبيب غير متخصص ليعمل له عملية، حينها قد نرتكب ذنبا عظيما، وقد يزهق الطبيب بمشرطه أنفسا برئية، أو نسلم بناية لغير مهندس متخصص مما يعرضها للانهيار والوقوع بمن فيها، وأعمال كثيرة تحتاج إلى التخصص الدقيق منها عمل المعلم مثلا وغيره الكثير، ومهن أخرى قد لا تحتاج للتخصص وتعتمد فقط على مقدرة الشخص بالتكيف والاستيعاب الذاتي لمجال العمل، لذلك تلجأ معظم المؤسسات لتوظيف عدم المتخصصين للتوفير المادي فقط بعيدا كل البعد عن الضمير الإنساني والمهنية في العمل التي هي من شروط إتقانه، ويجب التخصص في أي جانب من جوانب الحياة؛ الدينية أو غيرها، وذلك أدعى للاهتمام بهذا الجانب وعدم التقصير فيه، ولكن إذا وضع في هذا المكان غير مختص وأصبح يمارس تصرفاته غير المنطقية ويلجم أفواه منتقديه فهذه هي الكارثة.



نلاحظ دكتور الجامعة يغضب من الأسئلة عندما يناقشه طلابه، والطبيب كذلك عندما تناقشه عن تشخيص أو عن علاج في كيفية استعماله وبعض آثاره وسلبياته يقول لك: هل أنت طبيب أنا أدرى، لا نتعارض مع الأكاديميين ولكن من حقنا أن نفهم ونسأل ونناقش حول كل ما نراه ونسمعه من أكاديمي أو طبيب بشري، لا أن يظن نفسه أنه وبمجرد أن نال شهادة الدكتوراه أصبح كاتبا مرموقا وأديبا كبيرا ومحللا لكل الأحداث وكذلك شاعرا ولا يجب أن يسأل وأنه أدرى بكل شيء حتى خارج اختصاصه، وكل الناس أمامه جهلة لا يفقهون شيئا.



ما أحب أن أذهب إليه هو أنه يجب على الإنسان أن يطور نفسه ولا يعتمد فقط على شهادته الأكاديمية، والله الموفق.