عواطف الغامدي

مسابقة مع الحبيب بين المصداقية والتمويه

الجمعة - 11 نوفمبر 2016

Fri - 11 Nov 2016

قد يفاجأ البعض من سطور مقالي المتأخر عن المناسبة، ولكنه يحاكي واقعا مظلما ومؤلما عشنا لحظاته، لأنه لا يبشر بالخير في شهر الخير الذي يجب أن يكون فيه مبدأ الصدق والأخلاق والمصداقية، وما حصل معنا لا يتناسب مع قدسية الشهر المبارك.



بفضل الله وحمده أتممنا شهر رمضان بيسر وسهولة، وكانت هناك برامج دينية ثقافية نشكر قنواتنا عليها، ولعل كثيرين تابعوا برنامج «مع الحبيب» في إذاعة نداء الإسلام والذي هو محور حديثي.



وقبل الدخول للموضوع أوجه تحية إجلال وشكر وتقدير لكل القائمين على البرنامج بدون استثناء لما حوى من قيمة دينية بحتة فقط، ولكن لم يستوف ما تبقى منه حتى الآن.. يا ترى ما سبب ذلك؟



حظيت إحدى قريباتي بالمشاركة في برنامج «مع الحبيب» وكانت بدعوة مني، وكان الحظ حليفها بالفوز بمبلغ 500 ريال وبعدها مباشرة تم التواصل معها من قبل القناة لأخذ بياناتها الشخصية لإتمام عملية التحويل للمبلغ وهذا ما كان متوقعا، ولكن القناة ومن يديرها خيبوا ذاك الظن الحسن، فمنذ شهر رمضان وحتى الآن لم تتسلم قريبتي جائزتها من البرنامج.



وبدأت رحلة المعاناة والتواصل مع البرنامج وبعد جهد جهيد أخلوا مسؤوليتهم تماما، وتم تحويل الموضوع للرياض لتتعثر أكثر وتطول على الرغم من أنهم وعدوها خيرا، ويبدو أنه خير يستوجب انتظارا طويل الأجل، وربما لن يأتي أبدا! والسؤال الذي يطرح نفسه: من المسؤول عن برامج الإذاعة ومراقبتها؟ هل إيداع مبلغ 500 ريال يتطلب إجراءات تحتاج 5 أشهر من وعود وتحقيقات؟ هل هناك مسابقة أم إنه مجرد استخفاف بعقول المستمعين الكرام؟ هل القناة تحتاج لمثل هذه الأساليب لزيادة نسبة المشتركين؟ تساؤلات كثيرة تساور الكثيرين في حال انعدام المصداقية وغياب الحقيقة، سواء من القائمين على إذاعة نداء الإسلام أو مسؤولي الرياض.



سئمنا وعود الانتظار والاستخفاف، وتاهت الحقيقة وتعثر مسارها مما يعزز فينا عدم الثقة ببرامجنا المحلية، وكل ما يطرح بقنواتنا السعودية، وتتفاقم الفجوة وترسخ فينا بأنها مسابقات جذب وتمويه لا أساس لها من الصحة، ولكن لمصلحة من ذلك التمويه وعدم تنفيذ الوعود والمماطلة التي تقلل من قيمة القناة؟



ومن منبر صحيفة مكة مشكورة، أتوجه لوزارة الإعلام ولجميع كادرها بسؤالي: ما دوركم بالنسبة لمصداقية المسابقات وجوائزها؟ أصبحنا نشكك في أهداف مثل هذه البرامج لأنها ستأخذ منحنى آخر يتوجب علينا توخي الحيطة، وضرورة التعامل بحذر مع البيانات الشخصية الحساسة لأنها أصبحت العملة الصعبة في هذا العصر، وتجاهل تلك البرامج لعدم مصداقيتها، فهل من مستمع وهل من مجيب؟



عفوا.. المسألة ليست في الـ 500 ريال، ولكن في المصداقية التي ننادي بها لترسيخها.. مع التحية والشكر لإعلامنا.