الانتخابات الأمريكية والقيم الجديدة
الخميس - 10 نوفمبر 2016
Thu - 10 Nov 2016
وأخيرا أُسدل الستار على مسرحية الانتخابات الأمريكية وظهر غالبية المجتمع الأمريكي الذين صوتوا على حقيقتهم، وفاز ترامب.
فاز ترامب على الرغم من قلة خبرته السياسية. فاز على الرغم من جهله ببعض أمور مجتمعه الذي سيرأسه. فاز على الرغم من تصريحاته المتطرفة بحق فئات كثيرة من مكونات المجتمع الأمريكي، وخصوصا المهاجرين من الأصول غير الساكسونية (الملونين). فاز على الرغم من تصريحاته المتطرفة في مجال السياسة الخارجية، خصوصا تجاه بعض الدول الإسلامية.
والنقطتان الأخيرتان لهما دلالاتهما وتهمنا كمسلمين.
قد يقول البعض إن كل ما قاله ترامب في حملته هو مجرد دعاية الحملات الانتخابية، كلام حماسي لدغدغة مشاعر الناخب الأمريكي لاستمالته في عملية التصويت، وهذا صحيح، ولكن الدلالة التي أود الإشارة إليها هي دلالة الناخب الأمريكي ذاته، فكيف ينتخب ويصوت لشخص يحمل مثل هذه الآراء العنصرية المتطرفة، إلا إذا كان هو نفسه يعتنق مثل هذه الآراء والأفكار المتطرفة، أو يؤيدها، وفي كلا الحالتين يكمن الخطر.
فأين التسامح (tolerance) الذي يتشدق به الأمريكيون في نظرتهم وتعاملهم مع الآخر؟! فبعض من صوت لترامب يبدو أنهم متسامحون فقط بقوة القانون، أما إذا خلوا إلى أنفسهم خرجت عنصريتهم، ويلاحظ ذلك في ممارسات بعض الأمريكيين المتطرفة ضد بعض الفئات الاجتماعية والمهاجرين والأجانب.
وهنا نقول يجب أن تدرس هذه الحالة والبحث في أسباب انتكاس بعض المواطنين الأمريكيين، وتحولهم من حالة التسامح والتعايش مع الآخر التي عمل على تثبيتها قادة الرأي والفكر في أمريكا من أمثال إبراهام لينكولن مرورا بمارتن لوثر كينج وبالقس جسي جاكسون وغيرهم ممن عمل جاهدا ودفع حياته ثمنا لتحويل المجتمع الأمريكي من مجتمع منغلق متطرف في عنصريته إلى مجتمع متسامح منفتح على الآخر، ولكن مع مرور الوقت ضعف هذا التوجه لدى بعض الفئات في المجتمع الأمريكي من أمثال الرئيس ترامب ومن صوت له، فرجعوا إلى عنصريتهم العرقية وتطرفهم الديني، وكان هناك من يدافع عن ليبرالية أمريكا وتسامحها، فجاءت نتائج هذه الانتخابات كصفعه لا تدع مجالا للشك لانقلاب غالبية الشعب الأمريكي على قيم التسامح والتحول إلى التطرف العنصري والديني.
فنحن نتساءل ما الذي حدث للجيل الأمريكي الجديد؟ جيل ما بعد حرب الخليج 1991، الذي عايش أحداث 11 سبتمبر 2001 وحرب أفغانستان الثانية وحرب العراق؟ ما الذي غير هذا الجيل وجعله ينقلب على مبادئ المجتمع الأمريكي ويقلب نتائج الانتخابات الأمريكية؟
يجب البحث وبشكل جاد في كيف اهتز هذا المكون الإنساني الذي قطع مسافة كبيرة في تطوير الفكر التسامحي، لينتقل إلى هذه الحالة من الرجعية والتطرف والانغلاق؟ كيف انقاد الجيل الجديد إلى ذلك؟ من الذي يقف وراء هذه الحالة العدائية التي بدأت تنتشر في المجتمع الأمريكي؟ وقد نشرت وسائل الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي الحديث الكثير من حالات التطرف العنصري ضد السود والملونين (كما يسمونهم) والمسلمين وما تعرض له بعض المبتعثين السعوديين ليس عنا ببعيد، فمن أحدث هذا التغيير؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير تحتاج إلى دراسات متعمقة من علماء الاجتماع الأمريكيين المعاصرين للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة السلبية أمثال: Bob Jessop بوب جيسوب وLouis Wacquant لويس واكونت وEric O. Wright إيريك رايت وManual Castells مانويل كاستيلز وRichard Sennett ريتشارد سينت وMichael Mann مايكل مان. هؤلاء العلماء وغيرهم مطالبون بفحص هذا المكون الإنساني الأمريكي الجديد، وتداركه قبل أن ينشر الكراهية والعنصرية في العالم.
فاز ترامب على الرغم من قلة خبرته السياسية. فاز على الرغم من جهله ببعض أمور مجتمعه الذي سيرأسه. فاز على الرغم من تصريحاته المتطرفة بحق فئات كثيرة من مكونات المجتمع الأمريكي، وخصوصا المهاجرين من الأصول غير الساكسونية (الملونين). فاز على الرغم من تصريحاته المتطرفة في مجال السياسة الخارجية، خصوصا تجاه بعض الدول الإسلامية.
والنقطتان الأخيرتان لهما دلالاتهما وتهمنا كمسلمين.
قد يقول البعض إن كل ما قاله ترامب في حملته هو مجرد دعاية الحملات الانتخابية، كلام حماسي لدغدغة مشاعر الناخب الأمريكي لاستمالته في عملية التصويت، وهذا صحيح، ولكن الدلالة التي أود الإشارة إليها هي دلالة الناخب الأمريكي ذاته، فكيف ينتخب ويصوت لشخص يحمل مثل هذه الآراء العنصرية المتطرفة، إلا إذا كان هو نفسه يعتنق مثل هذه الآراء والأفكار المتطرفة، أو يؤيدها، وفي كلا الحالتين يكمن الخطر.
فأين التسامح (tolerance) الذي يتشدق به الأمريكيون في نظرتهم وتعاملهم مع الآخر؟! فبعض من صوت لترامب يبدو أنهم متسامحون فقط بقوة القانون، أما إذا خلوا إلى أنفسهم خرجت عنصريتهم، ويلاحظ ذلك في ممارسات بعض الأمريكيين المتطرفة ضد بعض الفئات الاجتماعية والمهاجرين والأجانب.
وهنا نقول يجب أن تدرس هذه الحالة والبحث في أسباب انتكاس بعض المواطنين الأمريكيين، وتحولهم من حالة التسامح والتعايش مع الآخر التي عمل على تثبيتها قادة الرأي والفكر في أمريكا من أمثال إبراهام لينكولن مرورا بمارتن لوثر كينج وبالقس جسي جاكسون وغيرهم ممن عمل جاهدا ودفع حياته ثمنا لتحويل المجتمع الأمريكي من مجتمع منغلق متطرف في عنصريته إلى مجتمع متسامح منفتح على الآخر، ولكن مع مرور الوقت ضعف هذا التوجه لدى بعض الفئات في المجتمع الأمريكي من أمثال الرئيس ترامب ومن صوت له، فرجعوا إلى عنصريتهم العرقية وتطرفهم الديني، وكان هناك من يدافع عن ليبرالية أمريكا وتسامحها، فجاءت نتائج هذه الانتخابات كصفعه لا تدع مجالا للشك لانقلاب غالبية الشعب الأمريكي على قيم التسامح والتحول إلى التطرف العنصري والديني.
فنحن نتساءل ما الذي حدث للجيل الأمريكي الجديد؟ جيل ما بعد حرب الخليج 1991، الذي عايش أحداث 11 سبتمبر 2001 وحرب أفغانستان الثانية وحرب العراق؟ ما الذي غير هذا الجيل وجعله ينقلب على مبادئ المجتمع الأمريكي ويقلب نتائج الانتخابات الأمريكية؟
يجب البحث وبشكل جاد في كيف اهتز هذا المكون الإنساني الذي قطع مسافة كبيرة في تطوير الفكر التسامحي، لينتقل إلى هذه الحالة من الرجعية والتطرف والانغلاق؟ كيف انقاد الجيل الجديد إلى ذلك؟ من الذي يقف وراء هذه الحالة العدائية التي بدأت تنتشر في المجتمع الأمريكي؟ وقد نشرت وسائل الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي الحديث الكثير من حالات التطرف العنصري ضد السود والملونين (كما يسمونهم) والمسلمين وما تعرض له بعض المبتعثين السعوديين ليس عنا ببعيد، فمن أحدث هذا التغيير؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير تحتاج إلى دراسات متعمقة من علماء الاجتماع الأمريكيين المعاصرين للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة السلبية أمثال: Bob Jessop بوب جيسوب وLouis Wacquant لويس واكونت وEric O. Wright إيريك رايت وManual Castells مانويل كاستيلز وRichard Sennett ريتشارد سينت وMichael Mann مايكل مان. هؤلاء العلماء وغيرهم مطالبون بفحص هذا المكون الإنساني الأمريكي الجديد، وتداركه قبل أن ينشر الكراهية والعنصرية في العالم.