أهمية التجنيد الإلزامي

قرأت تصريح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني والمنشور بالصحافة حيث ذكر فيه رداً على سؤال إثر جولته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في محافظة رفحاء إمكان تطبيق التجنيد الإلزامي قائلا: «إن هذا غير وارد حالياً، لأننا - ولله الحمد - نجد الإقبال الكبير من جميع المواطنين للالتحاق بالقطاع العسكري، سواء من الكليات أم المعاهد أم مراكز التدريب، وهي بأعداد كافية وتفوق الاحتياج الفعلي والتشكيلات لجميع القطاعات العسكرية».

وأود أن أقول إن الهدف من التجنيد الإلزامي في كل دول العالم ليس سد الحاجة لمرحلة محددة، بل تتجه كل أهداف دول العالم إلى أن (خدمة العلم) هي واجب ديني ووطني حتى يكون شباب الأمة في استعداد تام لخدمة الوطن في أية لحظة يطلبهم فيها الوطن. وهذه الإمارات العربية أعلنت عن مشروع (خدمة العلم) فنحن اليوم في بلادنا أحوج ما نكون للتجنيد الإلزامي، لنرهب به عدونا وعدو الله، ولا يقال عن أبنائنا وشبابنا أنهم غير قادرين على حمل السلاح. يضاف لذلك أن في الوطن بطالة كثيرة من خريجي الثانوية العامة والجامعات، فيجب أن تستغل أوقاتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم بإدخالهم في هذه الخدمة الوطنية.

وكلي أمل ورجاء أن يصدر نظام التجنيد الإلزامي قريباً، ويعاد النظر في تنفيذه. فلا بد لشباب بلادنا من أن يترك (الكسل) ويبتعد عن (الدلع) و(الرفاهية) لمدة عامين تقوى فيها عضلاتهم وأجسادهم وتنظم حياتهم ويتدربون على استخدام الأسلحة المختلفة ومعرفة الوطن وحقائقه ويتفهمون حاجاته واحتياجاته، ومدى تعلق الوطن بهم، وتعلقهم بالوطن. فالولايات المتحدة الأمريكية ولديها أقوى الجيوش والأسلحة والعتاد في العالم توجد لديها (خدمة العلم) أو التجنيد الإلزامي وهي القادرة على شراء جنود مرتزقة للقتال نيابة عنها. إلا أن الخدمة الإلزامية هي درع الوطن حتى هذه اللحظة. وانظر إلى كل الدول ومنها إسرائيل وروسيا وبريطانيا لمجرد وقوع أي أزمة عالمية تتجه فوراً إلى استدعاء الاحتياطي من الجنود، ومنهم أصحاب التجنيد الإلزامي. إن الوطن في أمس الحاجة الملحة إلى إلحاق شبابنا بخدمة العلم.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.