الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال
الخميس - 10 نوفمبر 2016
Thu - 10 Nov 2016
تغير العالم كثيرا خلال الـ20 عاما الماضية، فالتقدم التكنولوجي الذي حققه الغرب وبعض الدول الأخرى مثل اليابان وكوريا كان ظاهرة تستحق الدراسة والتمحيص.
وهذا التقدم الهائل أثر حتى على حياتنا الخاصة، فأذكر جيدا أنه قبل نحو عقدين من الزمن كانت حياتنا آمنة ومطمئنة من رنين الموبايلات واستخداماتها الكثيرة.
وحمل التقدم التكنولوجي معه الهواتف النقالة بخدماتها الكثيرة ومنها كاميرا التصوير، ولم تكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك تتردد في مصادرتها وتحطيمها، والآن أصبح كل جهاز يحمل كاميرا للتصوير الفوتوجرافي والسينمائي، وغير ذلك من مئات التطبيقات الأخرى.
عليه فأية دولة في العالم تحاول وقف هذه التطبيقات فإنها ستفتح النار على نفسها.
وهذا التقدم التكنولوجي حمل معه مشاكله أيضا، فوسائل التواصل الاجتماعي التي لها بعض المزايا والسمات الجيدة فهي أيضا قد أصبحت أدوات للقتل والتفرقة وصدق من سماها «وسائل التفاصل الاجتماعي»، فأنت بدلا من زيارة أهلك وأصدقائك في المناسبات مثل الأعياد وغيرها تكتفي بإرسال رسائل نصية لهم، عندما تجتمع العائلة يصبح كل فرد فيها مشغولا بالبحث في هاتفه بدلا من السمر العائلي الجميل.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مطية الباحثين عن إثارة القلاقل والفوضى الذين يستخدمونها لبث أفكارهم الهدامة وأيديولوجياتهم الدموية.
ومن أجل نشر أفكارهم الضالة والمضللة لجأ الإرهابيون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب وجعلهم أدوات طيعة لتنفيذ مخططاتهم الدموية.
وحتى مروجو الدعارة والإثارة الجنسية أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قذاراتهم وتفاهاتهم.
وفي بعض الحالات يلجأ بعض الناس لهذه الوسائل من أجل الترويج لأنفسهم وهم لا يتورعون عن ملء هاتفك بأنشطتهم وأعمالهم وكأنك لا عمل لك سوى انتظار رسائلهم التي يمجدون فيها أنفسهم ويظهرون فيها أعمالهم الجليلة!
وبعض الناس الآخرين يستخدمون الواتس اب ليرسلوا لك التعليمات والتوجيهات بما يجب أن تفعل أو لا تفعل.
وهناك أشخاص معينون يروجون للأنشطة التي يمكن أن تؤدي بك رأسا إلى الجحيم بينما آخرون يحدثونك عن الأعمال التي يمكن أن تقودك للجنة، فكل يغني على ليلاه!
وبعض الناس لا يتورعون عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهجوم على الآخرين وإشانة سمعتهم، وعند أي اختلاف في وجهات النظر أو حدوث أي نقاش فإن الهجوم يوجه يمينا وشمالا بدون استثناء.
وتلجأ كثير من النساء إلى هذه الوسائل للحديث عن إلغاء نظام الولاية أو حقهن في قيادة السيارات أو تمكينهن من لعب أدوار معينة في المجتمع.
وبعض الناس يشبهون الحسبرة الإسرائيلية فهم ينتظرون ويترقبون بينما هم في حقيقتهم أشرار وسيئون.
أما أكثر الناس الذين يضحكونني فهم الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للإشادة بأي قرار تصدره السلطات أما إذا ألغت السلطات هذا القرار فإنهم أول المطبلين لهذا الإلغاء!
وبالطبع هناك من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن ولائهم المطلق ووطنيتهم التي لا يرقى إليها الشك، وهم سرعان ما ينتقدون أي شخص يتجرأ على الحديث عن عيوب وعوار القرارات الحكومية أو يشير إلى بعض العيوب والنواقص المجتمعية.
وهؤلاء الناس يدغدغون مشاعر الناس بالحديث الزائف عن الوطنية، ولهم أترجم ما قاله الروائي بن جونسون «الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال».
ونحن كلنا يمكن أن نكون وطنيين بلا ضجة أو ضوضاء، وفي هذا المعنى يقول الشاعر الإنجليزي الكفيف جون ميلتون «إنهم أيضا يخدمون كل من يقف وينتظر» وهو يقصد كل الذين يتحينون الفرصة لعمل الخير والقيام بالأعمال الوطنية الأخرى.
ويكون جميلا لو استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي عن السلامة المرورية، وضرورة الحفاظ على المياه والطاقة، والقيم الأسرية، والنظافة وغيرها من أمور مهمة يحتاجها مجتمعنا.
ومن المهم أيضا استخدام هذه الوسائل لتربية النشء سواء كانوا أطفال العائلة أو الجيران، وتنشئتهم ليكونوا مواطنين صالحين يحترمون القانون ويحافظون على تقاليدهم وعاداتهم الموروثة.
ولعمري هذه هي أفضل وسيلة لإظهار الولاء والوطنية التي تتم عبر الأعمال الواقعية على الأرض وليست الكلمات الرنانة الجوفاء.
[email protected]
وهذا التقدم الهائل أثر حتى على حياتنا الخاصة، فأذكر جيدا أنه قبل نحو عقدين من الزمن كانت حياتنا آمنة ومطمئنة من رنين الموبايلات واستخداماتها الكثيرة.
وحمل التقدم التكنولوجي معه الهواتف النقالة بخدماتها الكثيرة ومنها كاميرا التصوير، ولم تكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك تتردد في مصادرتها وتحطيمها، والآن أصبح كل جهاز يحمل كاميرا للتصوير الفوتوجرافي والسينمائي، وغير ذلك من مئات التطبيقات الأخرى.
عليه فأية دولة في العالم تحاول وقف هذه التطبيقات فإنها ستفتح النار على نفسها.
وهذا التقدم التكنولوجي حمل معه مشاكله أيضا، فوسائل التواصل الاجتماعي التي لها بعض المزايا والسمات الجيدة فهي أيضا قد أصبحت أدوات للقتل والتفرقة وصدق من سماها «وسائل التفاصل الاجتماعي»، فأنت بدلا من زيارة أهلك وأصدقائك في المناسبات مثل الأعياد وغيرها تكتفي بإرسال رسائل نصية لهم، عندما تجتمع العائلة يصبح كل فرد فيها مشغولا بالبحث في هاتفه بدلا من السمر العائلي الجميل.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مطية الباحثين عن إثارة القلاقل والفوضى الذين يستخدمونها لبث أفكارهم الهدامة وأيديولوجياتهم الدموية.
ومن أجل نشر أفكارهم الضالة والمضللة لجأ الإرهابيون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب وجعلهم أدوات طيعة لتنفيذ مخططاتهم الدموية.
وحتى مروجو الدعارة والإثارة الجنسية أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قذاراتهم وتفاهاتهم.
وفي بعض الحالات يلجأ بعض الناس لهذه الوسائل من أجل الترويج لأنفسهم وهم لا يتورعون عن ملء هاتفك بأنشطتهم وأعمالهم وكأنك لا عمل لك سوى انتظار رسائلهم التي يمجدون فيها أنفسهم ويظهرون فيها أعمالهم الجليلة!
وبعض الناس الآخرين يستخدمون الواتس اب ليرسلوا لك التعليمات والتوجيهات بما يجب أن تفعل أو لا تفعل.
وهناك أشخاص معينون يروجون للأنشطة التي يمكن أن تؤدي بك رأسا إلى الجحيم بينما آخرون يحدثونك عن الأعمال التي يمكن أن تقودك للجنة، فكل يغني على ليلاه!
وبعض الناس لا يتورعون عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهجوم على الآخرين وإشانة سمعتهم، وعند أي اختلاف في وجهات النظر أو حدوث أي نقاش فإن الهجوم يوجه يمينا وشمالا بدون استثناء.
وتلجأ كثير من النساء إلى هذه الوسائل للحديث عن إلغاء نظام الولاية أو حقهن في قيادة السيارات أو تمكينهن من لعب أدوار معينة في المجتمع.
وبعض الناس يشبهون الحسبرة الإسرائيلية فهم ينتظرون ويترقبون بينما هم في حقيقتهم أشرار وسيئون.
أما أكثر الناس الذين يضحكونني فهم الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للإشادة بأي قرار تصدره السلطات أما إذا ألغت السلطات هذا القرار فإنهم أول المطبلين لهذا الإلغاء!
وبالطبع هناك من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن ولائهم المطلق ووطنيتهم التي لا يرقى إليها الشك، وهم سرعان ما ينتقدون أي شخص يتجرأ على الحديث عن عيوب وعوار القرارات الحكومية أو يشير إلى بعض العيوب والنواقص المجتمعية.
وهؤلاء الناس يدغدغون مشاعر الناس بالحديث الزائف عن الوطنية، ولهم أترجم ما قاله الروائي بن جونسون «الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال».
ونحن كلنا يمكن أن نكون وطنيين بلا ضجة أو ضوضاء، وفي هذا المعنى يقول الشاعر الإنجليزي الكفيف جون ميلتون «إنهم أيضا يخدمون كل من يقف وينتظر» وهو يقصد كل الذين يتحينون الفرصة لعمل الخير والقيام بالأعمال الوطنية الأخرى.
ويكون جميلا لو استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي عن السلامة المرورية، وضرورة الحفاظ على المياه والطاقة، والقيم الأسرية، والنظافة وغيرها من أمور مهمة يحتاجها مجتمعنا.
ومن المهم أيضا استخدام هذه الوسائل لتربية النشء سواء كانوا أطفال العائلة أو الجيران، وتنشئتهم ليكونوا مواطنين صالحين يحترمون القانون ويحافظون على تقاليدهم وعاداتهم الموروثة.
ولعمري هذه هي أفضل وسيلة لإظهار الولاء والوطنية التي تتم عبر الأعمال الواقعية على الأرض وليست الكلمات الرنانة الجوفاء.
[email protected]