عبدالله المزهر

رفاهية..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 10 نوفمبر 2016

Thu - 10 Nov 2016

واستكمالا لمقال الأمس عن إمام الأمريكان ومن تبعهم من العالمين فسأكتب اليوم أيضا عن هذا الحدث، ولعل من حسنات الفوز الذي حققه «أبو إيفانكا» أنه سيكون مادة خصبة للكتابة. ولهذا فقد أستمر في هذه الصحيفة أربع سنوات أخرى أو حتى يخرج ترامب من البيت الأبيض ـ أيهما يحدث أولا ـ.



ومع أني تمنيت في مقال سابق فوز ترامب إلا أنني لم أتوقعه، وحين صحوت ووجدته أصبح رئيسا قلت لعلي أفهم أسباب هذا الحدث المفاجئ الذي جعل كل تحليلاتي السياسية العظيمة تذهب هباء منثورا، فطفقت أبحث عن الإجابة في كل ما استطعت الوصول إليه من مواقع وقنوات. ولم أجد من يبدد حيرتي.



والمواقع العربية والمحللون العرب قصة أخرى، فكل يغني على ليلاه، وكل يدعي وصلا بترامب وأن هيلاري كانت مرشحة «الآخرين». قلة يكادون لا يذكرون من تحدث عن الأمريكيين الذين صوتوا لترامب وأسقطوا هيلاري.



أستمع لأحدهم فأكاد أقتنع أن مراكز الاقتراع كانت في حارتنا، وأني أنا من أخطأ بعدم التصويت وإنقاذ العالم من ترامب. ثم لا يساورني شك في نهاية حديثه أن الشعب الأمريكي ذو حظ عظيم لأنه لا علاقة له بهذه الانتخابات ولم يشارك فيها مثلنا.



وإن كنت ككاتب «أحسد» بني الأصفر والأحمر على حرية التعبير التي رأيتها في صحفهم وقنواتهم بعد نتائج الانتخابات، إلا أنني أشفق عليهم من تبعات الديمقراطية، فبعد التعب والطوابير الطويلة والحملات والخطب والمناظرات قد يأتي ذلك الصندوق اللعين بهتلر أو ترامب.



وعلى أي حال..



فإن من نعم الدنيا الفانية أن تختار لك أمك زوجة، وتختار لك زوجتك ما تلبسه وتأكله، ويختار لك الشيخ قناعاتك، وتختار الرقابة لك ما تقول، وتختار لك الحكومة من يستفزك.. إنها رفاهية ونعيم لو علم عنها علوج الفرنجة لقاتلونا عليها بالمشاعيب!