علي أحمد القاسم

سياحة الطب النبوي الشريف

الأربعاء - 09 نوفمبر 2016

Wed - 09 Nov 2016

لا تتفاجأ عزيزي القارئ من غرابة عنوان المقال فحتى الآن لا يوجد في علم السياحة ما يسمى بسياحة الطب النبوي والذي قد يندرج تحت مظلة السياحة العلاجية وهي (السياحة أو السفر بهدف العلاج) وإنما هو مقترح ريادي أقدمه للهيئة العامة للسياحة لتبنيه والاستثمار فيه موازاة مع توجه الدولة لدعم السياحة الدينية.



منذ سنوات وأنا أفكر في أهمية الاستثمار في قطاع السياحة العلاجية في السعودية وتحديدا الطب النبوي الشريف لما له من أهمية بالغة عند المسلمين لقدرته على علاج الكثير من الأمراض الروحية والعضوية عند الإنسان وكيفية استثمار هذا النوع من التطبيب سياحيا في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة كوجهتين دينيتين للمسلمين.



الطب النبوي هو نشاط تطبيبي مبني على مجموعة من الإرث والهدي النبوي الذي تركه لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في طريقة علاجه لنفسه أو وصفه لغيره ووصلنا عن طريق الأحاديث النبوية الشريفة أو عن طريق الأثر من الصحابة رضوان الله عليهم.



فمثلا بعض العلاجات النبوية تساعد على الوقاية من الأمراض قبل حدوثها والبعض الآخر يستخدم لعلاج الأمراض التي يعاني منها الإنسان كأمراض القلب والنفس والأبدان والأرواح والتي يكون تطبيبها بالعلاجات الروحانية والقرآن (كالرقية الشرعية) والصلوات والأدعية النبوية وغيرها.



وأما النوع الآخر هو العلاجات غير التقليدية التي تعنى بحفظ الصحة العامة للإنسان من العلل والأمراض ومن ذلك العلاج بالأعشاب والحجامة والتأمل والتغذية والتدليك وغيرها لعلاج الأمراض العضوية.



الطب النبوي يمارس بشكل كبير في العالم الإسلامي وفي السعودية تحديدا على مدى عقود طويلة ولكن حتى هذه اللحظة على حد علمي لم تسن قوانين واضحة ومحددة لهذا النوع من التطبيب بل إنه ترك للعابثين والمستغلين وتجار الوهم يمارسونه بحرية كاملة دون رقابة صارمة من الجهات المختصة.



ولكن وهنا مربط الفرس لو تم استثمار هذا القطاع من خلال جمع الخبراء والمختصين في الوطن العربي والسعودية بإشراف ورقابة من وزارة الشؤون الإسلامية وعمل دورات تدريبية لتطويرهم وتهيئتهم للسوق فسوف يكون من المشاريع السياحية المهمة التي من الممكن أن تشكل عائدا كبيرا على الاقتصاد الوطني بشكل عام والمحلي بشكل خاص ولن يتحقق ذلك إلا من خلال سن قوانين وأنظمة صارمة وتوفير التسهيلات والدعم للمستثمرين لبناء مصحات في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مخصصة فقط للعلاج بالطب النبوي الشريف ومرخصة من وزارة الصحة ووزارة التجارة ووزارة الشؤون الإسلامية وبمتابعة دائمة من الهيئة العامة للسياحة مع الترويج لهاتين المدينتين على أنهما الوجهتان الوحيدتان في العالم في سياحة الطب النبوي.