كيف سيؤثر فوز ترامب في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط؟

الخميس - 10 نوفمبر 2016

Thu - 10 Nov 2016

u0645u062au0639u0627u0645u0644u0648u0646 u0641u064a u0628u0648u0631u0635u0629 u0637u0648u0643u064au0648                                                                                   (u0623 u0641 u0628)
متعاملون في بورصة طوكيو (أ ف ب)
تفاعلت الأسواق العالمية بصورة سلبية أمس بعد فوز رجل الأعمال والملياردير الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، نظرا للمخاوف من ضبابية سياسية واقتصادية قد تنجم عن سياساته.



وأصيبت أسواق المال بالصدمة في أعقاب الإعلان عن فوز ترامب، حيث كانت تعول على فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.



وفيما يلي تحليل لـ«مكة» حول أبرز التأثيرات التي سيتركها ترامب في الاقتصاد العالمي وأسواق الأسهم والعملات والذهب والنفط.



الاقتصاد العالمي

توقعت وكالة بلومبيرج في تحليل أمس أن يؤدي فوز ترامب إلى صدمة قادمة للاقتصاد العالمي نظرا لسياساته المتوقعة، والتي تتجه للعزلة والحمائية للولايات المتحدة.



وقالت إنه من المتوقع أن ينخفض التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وباقي العالم وهو ما سينعكس على الإنتاجية العالمية، وفي الوقت نفسه قد تقل شهية المستثمرين الأجانب للاستثمار في البلاد التي يتزعمها رئيس لديه نزعة عنصرية تجاه الأجانب.



النفط يتذبذب

ترامب صديق صناعة النفط الأمريكية وهو من المؤيدين لزيادة الإنتاج الأمريكي بصورة أكبر تجعله أقل احتياجا للنفط من الخارج، خاصة من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).



ويتشابه ترامب وسلفه أوباما في تشجيعهما لصناعة النفط الأمريكية إلا أن ما يميز ترامب والجمهوريين عامة هو أنهم لا يتبنون سياسات صديقة للبيئة مثل الديمقراطيين.



فعلى سبيل المثال كان أوباما قد أوقف مشروع انبوب كيستون إكس إل وهو أنبوب كان سينقل النفط الكندي الثقيل إلى شواطئ خليج المكسيك، وهذا يعني أن المصافي في تكساس ولويزيانا ستستورد نفطا أقل من الشرق الأوسط. لكن ترامب يشجع مشروع الأنبوب ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليه في عهده.



وتوجد لدى ترامب عدائية تجاه دول أوبك، خاصة أنه عين هارولد هام رئيس إحدى أكبر شركات النفط الصخري كمستشار للطاقة له، وكما هو معلوم فإن منتجي النفط الصخري تضرروا كثيرا من سياسات أوبك، خاصة أنهم يعتقدون أن سياسة أوبك للحفاظ على الحصة السوقية تهدف إلى إضعاف إنتاجهم.



وعلى صعيد الأسعار، عوض النفط خسائره في وقت سابق من صباح أمس ليجري تداوله فوق 46 دولارا للبرميل مع تعافي الأسواق من رد فعل مشابه لصدمة الخروج البريطاني بعد إعلان فوز ترامب بالرئاسة.



وزاد خام القياسي العالمي برنت في العقود الآجلة سبعة سنتات إلى 46.11 دولارا للبرميل بعد تراجعه إلى 44.40 دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة وهو أدنى مستوى منذ 11 أغسطس. وزاد الخام الأمريكي سنتا واحدا إلى 44.99 دولارا للبرميل.



وقال محللون إن فوز ترامب قد يكون له بعض النتائج الداعمة لأسعار النفط، وأحد أسباب ذلك هو أنه انتقد اتفاق الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي الذي سمح لطهران بزيادة صادرات النفط الخام بشكل حاد في العام الحالي.



الدولار يتراجع

هبط الدولار أمس، كما سجل البيزو المكسيكي مستوى قياسيا منخفضا. وأذكى فوز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون المخاوف وألقى بظلال من الشك على رفع أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع في ديسمبر.



وكانت الأسواق شهدت في البداية عزوفا كاملا عن المخاطرة، إذ اتجه المستثمرون للتخلص من الدولار والبيزو وشراء العملات التي تعد ملاذا آمنا مثل الين الياباني الذي قفز نحو 4% مسجلا أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 100.75 ين للدولار.



لكن بعد خطاب النصر -‬ الذي لم يتطرق فيه ترامب للجدار الحدودي بين بلاده والمكسيك الذي وعد به من قبل أو لاتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع المكسيك وكندا الذي قال إنه سيلغيه أو سيتفاوض بشأنه - عوضت العملة الأمريكية بعض خسائرها ليجري تداولها بانخفاض نسبته 0.5 % بعد أن هبطت نحو 2% في وقت سابق.



وهبط البيزو المكسيكي - الذي ظل بمنزلة مقياس لتوقعات الأسواق في حالة فوز ترامب بالرئاسة - أكثر من 13 % إلى أدنى مستوى على الإطلاق دون 21 بيزو للدولار قبل أن يتعافى بعض الشيء ليجري تداوله عند 19.91 بيزو للدولار.



وجرى تداول الين بارتفاع بلغ 2% بعد الخطاب عند 103.45 ين للدولار في تعاملات متقلبة هبطت فيها العملة اليابانية إلى 105.480 ين.



وهبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 1.3525 دولار كندي للدولار الأمريكي قبل أن يعوض نحو نصف خسائره ليجري تداوله بنحو 1.3390 دولار كندي.



وهبط الدولار الأسترالي الذي يتسم بالحساسية للتغيرات في شهية المخاطرة 1.6 % إلى 0.7637 دولار أمريكي وهوى 4.3 % إلى 78.25 ين بعدما سجل لفترة وجيزة أسوأ خسارة يومية منذ مايو 2010.



الذهب يقفز 5%

قفز الذهب نحو 5% أمس، مع اتجاه المستثمرين للملاذات الآمنة بعد إعلان فوز ترامب مباشرة. وتقلصت المكاسب بعد ذلك لينزل الذهب دون 1300 دولار للأوقية (الأونصة) مع استقرار الأسواق الأوسع نطاقا بعد خطاب معتدل ألقاه ترامب لكن المعدن الأصفر ظل مرتفعا بنسبة 2%، محققا أعلى ارتفاع في يوم واحد منذ قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يونيو.



وارتفع الذهب في المعاملات الفورية لأعلى مستوى في ستة أسابيع إلى 1337.40 دولارا للأوقية بزيادة 5% تقريبا، وبلغ 1300.80 دولار للأوقية.



وجرى تداول الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر على ارتفاع بمقدار 26.90 دولارا للأوقية إلى 1301.40 دولار للأوقية بعدما وصل لأعلى مستوى خلال الجلسة عند 1338.30 دولارا للأوقية.



ومن بين المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة إلى 18.65 دولارا للأوقية بزيادة 1.6 % بعد وصولها لأعلى مستوى منذ الثالث من أكتوبر عند 18.996 دولارا للأوقية.



وزاد البلاتين 0.1 % إلى 1003.31 دولارات للأوقية في حين صعد البلاديوم 0.1 % إلى 663.40 دولارا للأوقية.



الأسهم تتكبد خسائر

هبطت أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية بعد فوز ترامب حديث العهد بعالم السياسة برئاسة الولايات المتحدة، مما أحدث حالة من الضبابية أثرت في الأسواق.



وسجلت الأسهم اليابانية أكبر تراجع يومي منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو.



وانخفض المؤشر نيكي القياسي 5.4 % مغلقا عند 16251.54 نقطة بعدما تأرجح بين الانخفاض والارتفاع قبيل إعلان نتاج الانتخابات الأمريكية.



وهوى المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 4.6 % إلى 1301.16 نقطة مع هبوط جميع مؤشراته الفرعية، وانخفض المؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة مماثلة إلى 11662.18 نقطة.



وعلى صعيد الأسهم الأوروبية هبط المؤشر ستوكس 600 نحو 1.1 %. وتصدرت القطاعات المرتبطة بدورة النمو مثل صناعة السيارات والقطاع المالي وشركات النفط قائمة الخاسرين.



وكان مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني فتح منخفضا 2.1 % في حين هبط كاك 40 الفرنسي 3% وداكس الألماني 1.6 %.



وسجل مؤشر قطاع البنوك الأوروبي هبوطا بلغ 3.9 % في التعاملات المبكرة.