أحمد الهلالي

وزارة التعليم والانتخابات!

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2016

Tue - 08 Nov 2016

طبقنا مؤخرا على المستوى الثقافي والبلدي والرياضي والغرف التجارية تجربة الانتخابات، ولا يزال الجدل دائرا حول إفرازات هذه التجارب، وتأثرها بثقافة (الفزعة) في بعض حالاتها، إلى درجة جعلت البعض يحكم عليها بالفشل، ويذهب إلى عدم جاهزية المجتمع لهكذا أفكار متقدمة، ما حدا ببعض المهتمين وقادة الرأي إلى النكوص والمناداة (بالتعيين)؛ فهو في رأيهم أجدى في اختيار الكفاءات المؤهلة.



لا ينادي بالعودة إلى (التعيين) إلا يائس متشائم من انصلاح الطريق الانتخابي، وفي نظري لا مجال لليأس والتشاؤم خاصة والوعي الاجتماعي في تنام مطرد، يدرك الناس به أن الأكفأ هو الأجدر، لتحييد مبدأ (الفزعة)؛ لأنها تهرول في المضمار الخطأ، ولها مجالات اجتماعية أخرى يجدر أن تبقى فيها، فقيادة المؤسسات تحتاج إلى الكفاءات لتقديم ما ينتظره الوطن، وسيدرك المصوتون قيمة أصواتهم حين يرون إسهامهم في إيصال من لا يستحق، فصنعوا بأنفسهم عائقا أمام آمالهم في تلك المؤسسات.



يجدر بمؤيدي النكوص أن يعلموا أن طموحاتنا تمتد إلى انتخابات في مؤسسات أعلى من المؤسسات الثقافية والرياضية والبلدية، وأن النكوص يعني المراوحة في المربع رقم 1، ما ينافي الروح الوثابة للتحول الوطني، لذا فإن الحلول يجب أن تتجه إلى دعم الفكرة الديمقراطية، وتكثيف الترويج لأهميتها، وارتكازها على النزاهة والكفاءة.



لو تبنت وزارة التعليم بجميع مؤسساتها فكرة (الانتخاب) وطبقتها في أوساط الطلاب بداية من اختيار (عريف الفصل) وقادة الأنشطة الطلابية والفرق الرياضية والإذاعية والمسرحية والروابط الطلابية، وعملت على إشعار الطلاب بقيمة (أصواتهم) وقوة تأثيرها، وضرورة منحها للكفاءات، وأرست المشروع على أسس علمية تربوية مدروسة بمنهجيات ممرحلة؛ سنجني ثمارا نفيسة على مستوى الثقافة الانتخابية اجتماعيا، وستنتج أجيالا تؤمن عميقا بأمانة التصويت وعدالته.



ولأن الحديث عن انتخابات ترشح عنها مجالس، فإننا في حاجة إلى تثقيف النشء بما تعنيه (روح الفريق الواحد) فكثير من المشاكل الناشئة اليوم في المجالس المنتخبة كليا أو جزئيا، مردها إلى سطوة (الفردانية) في العمل، والتعصب للرأي، إلى درجة تؤز بعض الأعضاء للسعي بهمة إلى تقويض المجلس أو تشويه عمل زملائه حين لا يجد رأيه قبولا، في نظرة ضيقة منشؤها غياب (روح الفريق الواحد) واهتمام الشخص بمكاسبه الشخصية الضيقة، وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية بكل أنواعها في تدعيم عمل الروابط الطلابية والفرق المتنوعة، وغرس هذه القيم في أبنائنا، لننتج ثقافة إيجابية تدعم تطلعاتنا في بناء الوطن، بناء يبدأ من إنسانه.



[email protected]