هبة قاضي

جني العلبة

دبس الرمان
دبس الرمان

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2016

Tue - 08 Nov 2016

رفع كفيه إلى السماء وهو يؤمن بحرارة خلف الإمام (اللهم عليك بالكفرة فقد استحلوا الشذوذ والمعاصي واكف أولادنا شرورهم وأنزل عليهم لعناتك. وعليك اللهم بمن يحيق بنساء المسلمين بدعوتهن للخروج والسفور، وقنعنهن بالحجاب والعفاف واكفنا شر فتنتهن).



يميل الإنسان بطبيعته للخوف من أي شيء جديد أو طارئ يخالف منظومة معتقداته التي نشأ عليها والتي بالتالي كونت لديه معيار الصحيح والخطأ. لذا من الطبيعي جدا أن ترى المحجبة وهي تحاول تجنب التعامل مع غير المتحجبة التي لا تخجل ولا تخاف الله وهي تفتن الرجال. والحقيقة هي أنها خائفة من تأثير ذلك عليها، خائفة من أن تفتن في قناعاتها في وجه هذا الجديد، وربما انجرفت وربما ستفسد عليها بناتها وبنات المسلمات.



ومن الطبيعي جدا أن ترى رجلا يسخط ويثور وهو يرى نموذجا لامرأة ناجحة ومستقلة ومنطلقة بحرية، فهو يرى فيها احتمالية خروج زوجته وابنته ونساء المجتمع ومعنى هذا خراب النظام الحالي وفقد السلطة الذكورية التي تمنع الفساد وتضبط الفضيلة. أما الخوف من المثلية الجنسية فهو هاجس مجتمعاتنا الأول. كيف لا وهو يهدد أعظم معتقداتنا تقديسا وأعمقها أثرا. فكل منا يفكر في أولاده وبداخله رعب من أن تصلهم هذه الأفكار المسمومة وتؤثر فيهم. وعليه فليس أفضل من التكتم وربما إلقاء الرعب الشديد في القلوب بالعذاب الشديد الذي ينتظر هؤلاء الشاذين في الدنيا والآخرة.



لا يحل الخوف شيئا، ولا يمنع ضررا، ولا يصنع حلولا. بالعكس تماما، فالخوف طاقة سلبية تتحدى طاقة النماء والخير التي فطر الله عليها العالم. فكلما غذيت خوفك بمزيد من المنع والصد والانغلاق والرفض، زادت حدته واستشرت عوارضه. فلا علاج للخوف ورهاب المستحدث والدخيل مثل المعرفة. نعم المعرفة الصحيحة، الموثوقة، والتي تتبع منهجا علميا في بحثها ومنهجها.



نعم لا مفر من أن تقرأ عن المثلية وتفهم مسبباتها وسيكلوجيتها، فلربما تكون برعبك مسببا لها دون أن تقصد. ولا مفر من أن تعرف أكثر عن حقوق المرأة في شريعة السماء الحقة وعن كرامتها الحرة التي فطرها الله عليها والتي إن كانت على طبيعتها لعشنا في مجتمعاتنا العدل الحق، وبالتالي الانسجام والسعادة الحقة. فلو أننا متيقنون من أن قناعاتنا مبنية بطريقة صحيحة وأن ثوابتنا مزروعة في تربة خصبة فلماذا نخاف عوارض الزمن ومستجدات الأحداث. فالحقيقة الحقة واليقين الصادق لا يصنعهما إلا شجاعة التأكد من بطلان الباطل.



[email protected]