نقطة تحول

في زمن تحول العلاقات وتبدلها وتنوع مسمياتها نجد أن هذا التبدل والتحول لم يعد مقصوراً على الصعيد الإنساني السلوكي فقط، بل امتد إلى النظام الإداري المناطقي؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر لهذا التبدل والتحول في علاقات الأنظمة الإدارية المتمثلة في التبعية والمركزية، علاقة مكة المكرمة بمحافظتها جدة

نعم لا يخفى على أحد اهتمام المتعاقبين على حكم هذه البلاد بخدمة الحرم الشريف وتوسعاته والعناية بقاصديه ولكن نجد أن هذا الاهتمام يركز تركيزاً كبيرا على حدود المنطقة المركزية للحرم المكي، وهذا مطلب مهم جداً بالتأكيد، ولكننا نريد أيضاً أن يتوازى ذلك مع الاهتمام على الصعيد الإداري للمسميات الحكومية، حيث نجد أن مكة تابعة لجدة لا العكس، بدليل أن بعض المؤسسات الحكومية في جدة تحظى بمسمى منطقة مكة المكرمة وتكون المؤسسات الحكومية بمكة المكرمة تابعة لها في جميع المهام المناطة بها، وفي ذلك ما يكبد المواطن عناء المراجعة المستمرة عبر بوابة العبور

وفي ظل هذا الاهتمام الإداري سواء من المسؤولين أو رجال الأعمال نجد أن جدة حظيت بالنصيب الأكبر في جميع المجالات والتخصصات الأهلية منها والحكومية؛ فعلى الصعيد الصحي نجد أن ندرة التخصصات الطبية في بعض مستشفيات مكة المكرمة وانتهاء العمر الافتراضي لبعض مباني المستشفيات دفع المواطن المكاوي بالمراجعة في جدة

أما بالنسبة للتعليم فقد وجدنا من رجال الأعمال اهتماما بإنشاء جامعات أهلية متعددة التخصصات في جدة بينما مكة تكاد تكون شبه خالية أهليا

وعلى الصعيد الاجتماعي والرياضي فمكة لا يوجد بها إلا أستاد رياضي بطاقة استيعابية منخفضة، وأيضا متنزهاتها ومجمعاتها التجارية تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، وهذا كله يجعلنا نتساءل عن حقيقة تحول العلاقة من علاقة طردية إلى عكسية تصبح بها البنت ضرة لأمها رغم الشيك المفتوح لمكة من خادم الحرمين حفظه الله