فاتن محمد حسين

تحسين أوضاع المطوفات.. الواقع والمأمول

مكيون
مكيون

الاثنين - 07 نوفمبر 2016

Mon - 07 Nov 2016

إحساس المطوفة بالتهميش والإقصاء بعد ظهور مؤسسات الطوافة لم يكن إحساسا خاطئا، فقد أقر بذلك - مؤخرا - بعض من المطوفين المهتمين بشؤون الطوافة وتطويرها، ومن هؤلاء المطوف القدير وصفي أمين مقلان من مؤسسة أفريقيا غير العربية، والذي قام بتأسيس لجنة في العالم الافتراضي أطلق

عليها اسم (لجنة تحسين أوضاع المطوفات)، وذلك منذ عام 1436 واستقطبت مطوفات من كل المؤسسات، وكان الهدف منها:



1. رفع الوعي الثقافي بمهنة الطوافة للمطوفات، خاصة فيما يتعلق باللوائح والأنظمة والتعليمات الصادرة من وزارة الحج والعمرة.

2. توعية المطوفات بأهمية إعادة دورهن التاريخي في المهنة.

3. تبادل الخبرات في مهنة الطوافة والوعي بالمشكلات الراهنة وكيفية علاجها.

4. تبادل الآراء والأفكار البناءة لتقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن.



وفعلا كانت هناك مناقشات فاعلة من بعض المطوفات المتحمسات للمهنة. ونظرا لأن المناقشات عبر (الواتس اب) كانت صعبة غالبا. لذا قررت المطوفات الاجتماع مباشرة لمناقشة الموضوعات. وأقيمت لقاءات ومناقشات عدة تمخضت عنها دراسة فكرة إنشاء فريق (المراقبة والمتابعة والتغذية الصحية)، والذي أرسل إلى وكيل الوزارة، وقد رفعت ملاحظات على تلك الدراسة للتعديل عليها حسب المطلوب.



ولم تكن الوزارة بمنأى عن التطوير لعمل المرأة في وزارة الحج والعمرة فأنشأت أقساما نسائية لها وفروعا في كل من جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة تباشر مهام مختلفة بتوجيهات من الوزارة. كما أنشئت لجان نسائية موسمية لها.



وفعلا بادرت اللجنة النسائية في فرع الوزارة بمكة المكرمة بتفعيل دورها من خلال أنشطة فاعلة، حيث قامت بعقد لقاءات عدة للمطوفات كان أولها الثلاثاء 21 /5 /1437، حيث وجهت الدعوات لهن وقد تم توضيح مهام واختصاصات القسم النسائي، وكيف أن القسم يهتم بتفعيل دور المرأة في الحج، وقد أوضحت المهام والاختصاصات للقسم النسائي في الوزارة، وأن هناك مهمات إدارية، وقانونية، وعلاقات عامة للتنسيق مع الأقسام النسائية بمؤسسات أرباب الطوائف وفقا للتوجيهات.



وقد تم أخذ آراء المطوفات وبنات المطوفين والمطوفات عن المعوقات التي تواجه عمل المرأة في الطوافة، وكان من أبرز المشكلات: عدم وجود أقسام نسائية بمعظم مؤسسات الطوافة، وعدم تمكين المرأة من حق التصويت في الجمعيات العمومية، وحضور الاجتماعات واللقاءات لمناقشة الخطط المستقبلية. وعدم توفير برامج تدريبية للمرأة المطوفة. كما طرحت مشكلات المطوفة التي ليس لها مصدر دخل. وكانت المناقشات ساخنة في ذلك اللقاء لأنه ربما للمرة الأولى تشعر المطوفات بأن هناك من يستمع لآرائهن ومشكلاتهن ومطالبهن.



كما طرحت في اجتماع آخر الحلول للمعوقات، واقتراح أفكار قابلة للتطبيق لعمل المرأة في مهنة الطوافة، وكانت أبرز الحلول:

* ضرورة استحداث أقسام نسائية بكل المؤسسات وتشرف على ذلك الهيئة التنسيقية وبإشراف وزارة الحج والعمرة.

* يحق للمرأة التصويت في الجمعيات العمومية، وعلى الهيئة التنسيقية توفير الظروف والإجراءات اللازمة لحضور المطوفة للاجتماعات والتصويت على القرارات.

* العمل على إقامة دورات تدريبية للمطوفات، والتنسيق مع مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة لإنشاء قسم نسائي للتدريب.

وقد وضعت بعض المقترحات حيز التنفيذ، حيث أوكلت مهام الدراسات لمطوفات خبيرات في المجال، ومنها: عمل خطة تشغيلية لمهام وأدوار اللجان النسائية في المؤسسات، وإعداد خطة تشغيلية لعمل المطوفة في مكاتب الخدمة الميدانية، وكذلك إعداد خطة عمل لإقامة الدورات التدريبية والتثقيفية لتطوير أداء المطوفات ورفع مستواهن المهني في إطار تعاون وتنسيق مع القسم النسائي بالوزارة، وقد عملت بعض المطوفات على هذه الخطط وقدم بعضها لفرع الوزارة النسائي.



حقيقة هذا حراك واقعي جميل ومبادرة ثرية من وزارة الحج والعمرة، وتأكيد لما قامت به مجموعة من المطوفات بطرح دراسة عن عمل المطوفة في مكاتب الخدمة الميدانية، ولكن ما نتمناه أن يكون هناك فعلا اهتمام حقيقي في تفعيل دور المطوفة، خاصة إن رؤية المملكة 2030 تقوم على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% في المجالات كافة، خاصة في الحج والعمرة، حيث سيرتفع عدد الحجاج من مليونين إلى نحو 6 ملايين حاج سنويا، وعدد المعتمرين من 6.5 ملايين إلى 30 مليون معتمر.



وقد كان مما اقترح إنشاء لجنة نسائية في الهيئة التنسيقية لتوحيد الخدمات الممنوحة للمرأة المطوفة، وانتخاب مطوفة من كل مؤسسة (بصفة مستشارة) في الهيئة التنسيقية وفق معايير خاصة، ويعملن تحت إشراف اللجنة النسائية بالوزارة. ومع أن هذا المقترح قدم إلى الهيئة التنسيقية منذ أكثر من 10 سنوات من مطوفات خبيرات في المجال، ولكن للأسف هذا المقترح ظل قابعا في سجن أدراج الهيئة التنسيقية!



كما نقترح وجود مطوفات خبيرات في شؤون الطوافة في أقسام وزارة الحج النسائية أيضا حتى نعطي القرص لخبازه..! إذن الكرة الآن في ملعب وزارة الحج والعمرة لتحقيق أهداف وطنية عليا، والجرس معلق في رقبة الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بدارسة الخطط المقترحة لتطوير الطوافة النسائية، فهذه إحدى أهم مسؤولياتهم التي نتمنى ترجمتها إلى واقع جميل لتقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن.