للاستخدام الخارجي فقط!

لدي قناعة لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها أن الانتخابات الرئاسية في أمريكا تشبه مباريات المصارعة الحرة، إثارة وتشويق وحماس وكل مصارع يخطف المايكروفون ليشتم الآخر ويطلق الكثير من التحديات، يتحمس المشاهد وتتوسع حدقتا عينيه ويشجع بحماس مع أنه يعلم يقينا أن النتيجة متفق عليها سلفا وأن جميع الحركات والاعتراضات والتدخلات مكتوبة بدقة قبل بدء النزال.



في هذه «الجولة» حاول المرشح الجمهوري ترامب أن يستخدم خبرته السابقة في حلبات المصارعة، ولكنه بدا أخرق أكثر مما يتطلب الدور الذي يؤديه.

في المرة الأخيرة وقف على خشبة المسرح يخطب ثم يكتشف فجأة أنه سيتعرض لمحاولة اعتداء ليتدخل الحرس ويخرجوه من المكان، كانت ردة فعله هي ذاتها التي كان يستخدمها في المصارعة حين يمثل دور المتفاجئ بالتدخلات الخارجية.



أما المرشحة الأخرى فبدت أكثر إتقانا لدورها، وكانت السيناريوهات التي أعدت لرفع مستوى الإثارة مثل قضية البريد الالكتروني وغيرها مكتوبة بشكل جيد.

ولعلي أقترح بهذه المناسبة على هيئة الترفيه الموقرة ـ التي لا أحد يعلم ما الذي تفعله على وجه التحديد ـ أن يكون ضمن فعالياتها المستقبلية تنظيم انتخابات لمجلس الشورى، من المؤكد أنها ستكون فعاليات جميلة وجذابة إذا أعدت بشكل يضمن حدا أدنى من الإثارة والتشويق.



وهي فرصة أن نتعلم ونعرف كيف تسير الانتخابات التي نسمع بها ولا نراها، والتعلم عن طريق الترفيه أحد أهم طرق التعليم التي يوصى باستخدامها لكي ترسخ المعلومات في أذهان الشعب الذي لا يبدو أنه جاهز حتى للترفيه.



وعلى أي حال..

حين يتحدث كاتب سعودي مثلي عن الانتخابات في أمريكا فإن هذا أيضا أحد أنواع الترفيه المحمود، والذي أنصح به بشدة وأعتبره دواء لكثير من المشاكل والعلل، وأتمنى من الجميع مزاولته بين الحين والآخر، قولوا رأيكم بصراحة فيما يحدث في العالم وفي الكون، لكن يجب أن تنتبهوا جيدا، هذا الدواء للاستخدام الخارجي فقط!



[email protected]