كتاب طبخ يحكي قصة الحرب الأهلية في سريلانكا

الاثنين - 07 نوفمبر 2016

Mon - 07 Nov 2016

الأم كيان إنساني عظيم ومتكامل. قد تقدم على أي شيء في سبيل استمرارية العيش لأسرتها، ستفكر وتخطط وتفعل وتتأذى وسط هذه المغامرة في كثير من المرات، ولكنها ستنج لأنها أم.



السيدة "فيجايا" فقدت ابتسامتها بعدما أصبحت بين عشية وضحايا راعية لحفيدتها "انجالي" قبل بضع سنوات.



وذلك بعد أن خرجت "جاياثري" ابنة "فيجايا" للبحث عن طعام يكفي جميع أفراد الأسرة وسط قصف عنيف خلال الحرب الأهلية في سريلانكا، والتي استمرت لعقود، ولكنها لم تعد إلى المنزل ذلك اليوم، بحسب "NPR".



وتمكنت "فيجايا" وحفيدتها انجالي من التغلب على الأزمة التي ندر فيها استخدام المال إلا لأغراض محدودة، وذلك بابتكار طبق بحليب جوز الهند، وأصبح هذا الطبق بمثابة ترياق مهدئ للمأكولات الحارقة في شمال سريلانكا التي سيطر عليها "التاميل".



واكتسب هذا الطبق البسيط عمقا جديدا من خلال عدسة الحرب، وبسبب فقدان "فيجايا" لابنتها فإنه هذا الاكتشاف الحقيقي للطعام يعد مصدرا للرزق والذكريات.



ومن هذا المنطلق نشرت مؤسسة "بالميرا" الأسترالية غير الربحية كتاب طبخ غير تقليدي ومختلفا عن كتب الطبخ السريلانكية، ويدعى "صنع في المنزل" Handmade".

نشر هذا الكتاب في أعقاب الحرب الأهلية الوحشية الطويلة التي دامت 26 عاما بين الحكومة السريلانكية ونمور "تاميل" المتمردين.



وكانت قد تركت الحرب أثرا عميقا على التاريخ المعاصر لسريلانكا، حيث إنها أودت بحياة 40 ألفا من المدنيين، وترملت أكثر من 80 ألف امرأة في شمال وشرق البلاد.



وتروي "سوثانثيراج" قصة عائلتها وأصولها العرقية أثناء عملها على الكتاب كونها من تاميليو سريلانكا، حيث هربت عائلتها من البلاد إلى أستراليا إثر أعمال الشغب العرقية في عام 1983م.



وانتقلت والدتها إلى طهي الأطباق التقليدية كوسيلة لجمع الأموال من أجل البلاد التي تركوها، وشمل الكتاب قصص 34 امرأة من مختلف أنحاء البلاد ممن لديهن تجربة مع ذاك الصراع.



وتخللت قصصهن النضال للبقاء على قيد الحياة بفضل وصفات طبخ متميزة، وأطلق مسمى "جافنا" على الأطباق المحلية التي ظهرت بسبب ظروف فريدة في مناطق معينة.



وصنف الكتاب الوجبات الخفيفة والحساء والحلويات والمشروبات كخطوات تمهيدية لطهي الجافنا، ومن ثم تتبعه فصول عدة مليئة بالمعلومات حول الأعشاب والوصفات المفيدة للأمهات الجدد وحديثات الولادة ووجبات أخرى مغذية.



وجدت "ابارنا سوثانثيراج" مؤسسة "بالميرا" أن ذكر هذه الوصفات كان الطريقة المثلى للحديث عن مدى صعوبة ما مرت به هؤلاء السيدات، وبدأت الأبحاث للكتاب قبل عامين من إصداره في يناير 2016.



حملت جميع قصص السيدات الواردة في الكتاب ندوبا عميقة بسبب فقدانهن أفرادا من عائلاتهن، أو بسبب النزوح من منازلهن، أو إصابتهن بشكل خطير.

الأكثر قراءة