منى سالم باخشوين

دون تعتيم!

السبت - 05 نوفمبر 2016

Sat - 05 Nov 2016

هل تشعر مثلي أنك لم تفهم بعد ما يحدث في وزارة الإسكان؟ لديهم أموال بمبالغ ضخمة من الدولة وإلى الآن لا نرى أفعالا تريحنا من قبلهم. لا أدري ما المشكلة؟ لست خبيرا اقتصاديا ولا أستطيع تحليل الوضع ولكني مجرد مواطن يتساءل ويحتاج أن يفهم ما يجري.



وهل تشعر مثلي أنك غير سعيد ولا حزين بانتقال وزارة المالية من «حضن» العساف إلى «حضن» الجدعان، وأنك أيضا تحتاج أن تفهم ماذا سيحدث مع الأموال في تلك الوزارة؟ وأنك بقيت لسنوات طويلة لا تفهم ماذا يحدث داخل أروقة تلك الوزارة الحيوي دورها لك ولكل من يعيش منتميا لهذا البلد؟



وأنك لا ترى أثرا لهيئة الترفيه ولا تشعر بأن هناك أي ترفيه معقول تقبله أو ترفضه؟ ولا تعرف إذا كانت هيئة السياحة تستطيع أن تنمي مفهوم السياحة كما يجب وترحم شعبنا من جنون السفر إلى كل دولة مجاورة ونائية؟ وأنك تريد أن تشجع السياحة الداخلية فتأخذ أسرتك وتذهب إلى الطائف أو أبها كل صيف، وربما كل ربيع وكل خريف وكل شتاء، ولا ترى تغيرا ولا ترى مبهجا ولا تعرف ماذا تفعل وأين تذهب، وكيف تقنع جيل الحاسبات الذكية والعبقرية الذي ينتمي له أولادك بأن هذه الأماكن أجمل من سواها في العالم؟ وأن في البعض منها زخما تاريخيا ممتدا، فكيف يصدقون وأنت لا تستطيع أن تزور أيا من هذه الأماكن التاريخية، وإن استطعت فلن تعرف كيف تستمتع بها مع أسرتك فلا تنظيم ولا اهتمام؟



وهل تشعر مثلي أنه ورغم كل شيء يحدث تغيير في هذا الوقت، إلا أنه ما زال هناك من يريد أن يستمر في العيش في فكرة «المهايطة» ويخترع أشياء سخيفة تزيد من سطحية حياته؟ فربما رأيت في وسائل التواصل والصحف الالكترونية ذلك البائع الذي يعرض رضاعات أطفال يطلب منه العملاء أن تكون أجزاء كبيرة منها من الذهب. ولا أدري متى سنفيق!!



نفيق أو لا نفيق.. ونتعثر مثل بعض وزرائنا أو لا نتعثر.. ونحسن أو نسيء لأنفسنا أو لسوانا، يبقى أن نشعر بأننا ما خلقنا لنتعب فقط، ولا لنشعر بالألم فقط، ولا بخيبة الأمل فقط، ولكن مع كل ذلك يحق لنا أن نحيا بكثير من سعادة حقيقية، وليست سعادة قشور، وأن نعرف ما يحدث حولنا وداخل أيامنا بوضوح ودون تعتيم. لأننا عندما ندخل في أية «معمعات» أو أزمات، ندخل سوية صغيرا وكبيرا.



فهل تشعر مثلي بذلك؟



[email protected]