ناصر عليان الخياري

ليلة ظهور الوزراء

الجمعة - 04 نوفمبر 2016

Fri - 04 Nov 2016

في ليلة كان موعدنا الساعة (الثامنة)، نترقب ظهور الوزراء لينقشع الظلام من سماء التخمينات؛ فتسطع شمس الحقائق ويندمغ ركام التكهنات الباطلة. كنا نستعيذ بالله من وعثاء الضبابية، ونلعن الظلام فأملنا في شمعة مصداقية يوقدها ظهور الوزراء الثلاثة!



المواطن الوفي لولاة أمره ولوطنه في أحلك الظروف وأقساها، الصادق البسيط في طلباته وطموحه ذلك المواطن الذي أقصى طموحه أن يأوي إلى مسكن يمتلكه.



انتظر المواطن ظهور الوزراء ليفهم ويعرف كيف ولماذا وإلى أين نتجه، جملة من الأسئلة الملحة التي أعتقد أن إجاباتها ستأتي محمولة عبر أثير (الثامنة).



فوجئ المواطن أن ليلة ظهور الوزراء لم تزده حيرة فحسب، بل أغرقته قلقا وخوفا وأوجعته ألما حين انهالت سياط الوزراء على المواطن بتحميله كافة أسباب الفشل حتى اتهمه وزير الخدمة المدنية بتدني الإنتاجية، وحددها بساعة واحدة فقط! عندما أقحمها في الحوار عنوة بلا مبرر، رغم أن كل كلمة في ذلك اللقاء ذات معنى ودلالة ومقصد، ولا مجال فيه للاستعراض والاستطراد .



انقلبت الأمور رأسا على عقب، فقد انفطرت القلوب مفزوعة وحشرجت الأرواح وهي تنصت لما يقوله نائب وزير التخطيط بأننا كنا سنواجه الإفلاس بعد ثلاث سنوات لولا أن قصصنا الرواتب!! تلك اللحظة لم يفكر المواطن بالراتب وما ذهب منه، بل إن الخوف والقلق على مستقبل بلدٍ على حافة الإفلاس أكبر بكثير من معرفة دواعي إلغاء وتخفيض البدلات وفرض الرسوم.



أحقيقة ما يقوله المسؤول أيعقل أن يطلق هذه المعلومة الخطيرة دون أن تكون مؤكدة ودون أن يعي تبعات خطورة إعلانها؟



المحرج أن وزير الخدمة تخبط كثيرا؛ فأخطأ بسن التقاعد، وبنظام التقاعد، وخلط الحابل بالنابل ملوحا بإفلاس صندوق التقاعد .



انتهت الحلقة لتبقى قلوب المواطنين وعقولهم في حيرة وقلق وخوف من وزراء بات (وجودهم) مخيفا للمواطن إذ لا يظهرون إلا بما يفجع ولا يتحدثون إلا بما يقلق ولا يخططون إلا لما يسوء المواطن وكأنه عبء على الحكومة، حتى إن إنشاء الجامعات صار ترفا تلك الليلة على لسان نائب الوزير.