مع داوود الشريان.. هكذا يرانا العالم

الجمعة - 04 نوفمبر 2016

Fri - 04 Nov 2016

قالت العرب إن الأمور بخواتيمها، مهما كانت النوايا يبقى الأساس بالحكم من النتائج، حين نقيم تجربة يجب أن نكون منطقيين، كذلك الأمر مع برنامج الثامنة مع الشريان، التقييم له أو النقد لا يبنى بشكل أساسي على شخصية الأستاذ الشريان فله كل الاحترام وتاريخه الصحفي معروف، إننا الآن نعيش طفرة في الوعي الإعلامي العام، الكل الآن أصبح إعلاميا.



من المتابعة لبرنامج الثامنة نستطيع أن نتبين المساحة الإعلامية التي يغطيها وأهمية المواضيع التي يتناولها، لعل الانطباع الأولي أن مساحة الحرية عالية، لعلها الرسالة الإيجابية الوحيدة التي يوصلها، علما أن هناك كثيرا من التحليلات فسرت هذه المساحة على أنها عملية التنفيس المتعارف عليها.



بتطبيق قاعدة الأمور بخواتيمها نجد أن النتائج من وراء هذا البرنامج تجاوزت الفكرة، وكي أكون أكثر دقة سأتناول الموضوع من مكان بث هذا البرنامج الـ MBC، هذه محطة كل العرب، إذا اعتبرنا أن البرنامج أوصل للعالم الفكرة الرئيسية أن سقف الحرية عال فقد أوصل بنفس الوقت رسائل أخرى سلبية مضرة بسمعتنا، العالم الآن يرانا من شباك الثامنة نظرة ضيقة سيئة، كم سمعت من أصدقاء عرب وأجانب «الوضع لديكم أسوأ مما كنا نتصور».



نعم عديد القضايا التي طرحها البرنامج على أهميتها إلا أن طريقة عرضها أظهرت الإدارة الحكومية بمظهر سلبي، لا توجد دولة في العالم ليست لديها سلبيات فما دام هناك عمل فلا بد أن يكون هناك خطأ، لكن أن تقتطع صورة واحدة من مشهد كامل وتضخمها، فإنك بالتأكيد تقرر أن الحكم على المشهد من خلال الصورة، وحيث أظهرتها بمظهر سلبي فإن المشهد كله أصبح سلبيا.



عندما يشاهد العالم حلقة عن وجود مساجين لمدة تتجاوز الـ 10 سنوات دون قرار محكمة؟ يستمعون إلى نحيب في البرنامج أن أخواتنا المعلمات يقتلن في وسائل النقل التابعة لوزارة التربية؟ يشاهد العالم مستشفى أمراض نفسية كأنه من غرف جهنم؟ لا أنكر أن في بعض ما ذكر سابقا أخطاء وتجاوزات، لكن تضخيمها وإظهارها بهذه الصورة البشعة لمصلحة من؟ لا أفترض سوء النوايا ولكن نحلل ما ينتج مخرجات هذه النوايا.



إذا كانت الفكرة الأساسية من وراء البرنامج هي إظهار المساحة الإعلامية ومعالجة القضايا فإن الأمور كلها مجتمعة أو منفردة لا تستلزم أن يبث عبر محطة دولية، الأولى من داخل البيت نفسه، إن كانت الفكرة أن حجم المشاهدة سينخفض فإن انخفاض نسبة المشاهدة يقصد به أيضا المشاهدة غير السعودية، وإن انخفضت نسبة المشاهدة السعودية فهذه مشكلة حقيقية أن التلفزيون السعودي غير قادر على استقطاب نسبة مشاهدة عالية.



الثامنة يرسم السعودية في عيون العالم بصورة غير حقيقية، الاتصالات تأتيني من خارج المملكة بأسلوب الاستخفاف مما يشاهدون، لن أستطيع كسعودي أن ألتزم الصمت، وللأمانة فإن عملية استضافة المسؤولين السعوديين عبر هذا البرنامج تظهرهم دائما بمظهرين الضعف والجهل، هذا في حالة أن البرنامج لم يظهرهم بتعمد أو غير تعمد على أنهم غير مؤتمنين.