هبة قاضي

جرعة فيتامين

دبس الرمان
دبس الرمان

الجمعة - 04 نوفمبر 2016

Fri - 04 Nov 2016

أتشعر بالنفور مما اعتقدت دائما أنك تحبه ويناسبك؟ أتضايقك علاقتك السيئة مع أحدهم وتعتقد أنه لا سبيل لإصلاح ما أفسده الدهر؟ أيسبب لك عملك الاختناق والحنق وأنت الذي أفنيت فيه نصف عمرك وتشعر أنك محبوس فيه ومستهلك؟



لا تنتظر حتى تصل لمرحلة الانفجار. فحال إحساسك بأن البرودة بدأت تهيمن على علاقتك، أو عملك، أو حتى موهبتك وهواياتك. خذ خطوة للوراء وابدأ في التفكير في الوضع. اخرج عن حيز المعتاد والمألوف والمتعارف وابدأ بالتعامل مع الموضوع من منظور مختلف، جديد، استباقي. انظر إلى عملك بمنظور جديد فربما أنت بحاجة لرسم رؤية جديدة، محتاج لأخذ دورة أو برنامج تطويري يساعدك على التعامل مع التحديات الجديدة وتبعث فيك روح الإيجابية والشغف لخدمة الآخرين بتفان ولا يضر التفنن في وضع لمستك الشخصية هنا وهناك. وربما حان الوقت لمنعطف جديد في هوايتك أو موهبتك، ربما مزيد من الخيال، وربما تجربة الرسم أو الكتابة أو الغوص في مواضيع غريبة عليك ومناطق لم تغطس فيها قبلا، وربما مشاهدة المزيد وقراءة المزيد. وفي كثير من الأحيان يكون تبنيك لأفكار جديدة ومفاهيم حياتية حديثة يعمل على تغيير طريقة تفكيرك وبالتالي تتغير نظرتك وتعاملاتك تلقائيا لكل مرافق حياتك. في مقاومة جارفة للسبات الذي يعارض حراك الحياة وتطورها الفطري.



نعم نستطيع أن نتعلم، أن نحب بعض الأشياء في حياتنا من أول وجديد. شركاؤنا، أعمالنا، أزواجنا، وحتى والدينا وأصدقاؤنا. نعم نتعلم أن نكون أكثر رحمة في التعامل مع أخطائهم، نتعلم أن نتقمص مشاعرهم وظروفهم لنكون أكثر تفهما وتساهلا حين المصارحة والنقاش. نتعلم أن نكون متوازنين في اندفاعاتنا، ونراعي طاقاتنا وقدراتنا، حتى لا نشعر فجأة بالنفاد ونحن ما زلنا في منتصف الطريق. نتعلم أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا ورغباتنا وميول قلوبنا فنتوقف عن تعذيب أنفسنا ومن معنا بالتميع وعدم الحسم خوفا من النتائج قريبة المدى، متغافلين عما نسببه لهم من أذى على المدى البعيد حين تنفذ طاقة تحملنا. نتعلم أن نواجه عيوبنا في التعامل مع ما نحب وما نحن شغوفون تجاهه باستسهال وضمنية، متجاهلين أنه حتى الموهبة والشغف إذا لم يتم التعامل معهما باحترام، وخصصت لهما ما يستحقانه من وقت واهتمام فإنهما يعلنان تمردهما عليك وقد يهجرانك بدون عودة. والأهم نتعلم أن نسبر أغوار أنفسنا ونتجرأ على مواجهة مسببات دوافعها، ونواجه أنفسنا بحقيقة مشاعرنا، وأسباب مخاوفنا فدائما بداية كل شيء تبدأ من هناك.



[email protected]