أين هويتي؟

الخميس - 03 نوفمبر 2016

Thu - 03 Nov 2016

عندما استيقظت هذا اليوم وتذكرت أنني قد أضعت هويتي شعرت بالاستياء! ووددت لو أنني لم أستيقظ وفكرت وبشكل جدي في العودة إلى الفراش .

فكيف لي أن أمشي في الشارع دون هويتي؟ كيف لو استوقفني أحد رجال المرور أو الشرطة وقال لي: إثباتك!

بطاقة السحب الآلي تحتاج إلى تجديد، يا إلهي! كيف لي أن أجددها دون هوية؟ نقودي داخل ماكينة السحب الآلي لا يفصلها عني سوى بضعة أمتار وهذه الماكينة، ولكنني لا أستطيع سحبها.

يجب عليَّ فعلا أن أستخرج «بدل فاقد»..



جيد لقد استخرجت الهوية الوطنية مرة أخرى والحمد لله سأقوم الآن بوضعها في المحفظة كي لا تضيع مرةً أخرى.

أوووه! أين هويتي الأخرى..



يا إلهي لم أجدها، كيف لي الآن أن أكتب خطابا إلى أي جهة في عملي؟ كيف لي أن أفرق بين الضاد والظاء؟ وهل هي ظاء أم «ظه»؟! هل يُرفع المبتدأ، لا لا بل يُنصب، وكيف أُشكل هذه الكلمة الآتية بعد «لم»، ما هذا؟ هل أكتب متعاونون أم متعاونين؟ يا إلهي!.



لا يوجد فرق بين فقدان الهوية الوطنية والهوية اللغوية، ففي كلتا الحالتين تتعطل مصالح الحياة، ولو أن الضرر الواقع بفقدان الهوية اللغوية غير محسوس للكثير على المستوى القريب؛ وذلك لأن الغالبية لا يفرقون بين الضاد والظاء حتى الآن، بل إن بعضهم قد يسأل أهي ضاد أم ظاء بطريقة فكاهية في الوقت الذي كان يجدر به أن يكون مطأطئا رأسه خجلا من سؤال كهذا.



أي ثغرة كثغرة فقدان اللغة العربية؟!