محمد حدادي

شجون «تقشفيّة»!

يصير خير
يصير خير

الخميس - 03 نوفمبر 2016

Thu - 03 Nov 2016

مع سطوة «الترشيد» يبقى الموظف في المنطقة الرمادية التي يتوسط بها بين أن يكون إنسانا أو «شيطانا»! فإما البقاء على إنسانيته والعض عليها بالنواجذ فيكابد مشاق الغلاء ويربط الحزام لا على خصره فحسب وإنما على عقله حتى لا يصاب بالجنون، وإما أن يجرفه هوى «النفس اللجوج» ووسوسة الشيطان لامتهان الفساد أو مزاولة مهنة ممنوعة! دون مثالية وعن نفسي أقول بأنني توجهت للخيار الثاني – مضطرا - بمزاولة مهنة ممنوعة وهي «الكتابة»!



***



أحب مجالسة كبار السن ومن بلغوا من العمر عتيا، وأندمج مع أحاديثهم رغم فارق السن! يمتلكون «روح دعابة» أعلى ويتحدثون بأريحية أكبر؛ أحدهم وقد تجاوز العقد السابع علق على حديثنا حول قصقصة البدلات وترشيد النفقات قائلا بلغته العامية – التي أنقلها بلغة محتشمة تراعي الذوق العام - (يا أولادي لو فيه «شيء» نازل من السماء لا يقع إلا في «ظهر المسكين») وفيما تنطلق فيها ضحكاتنا تبقى أعيننا «تناظر السماء» خشية شيء ساقط باتجاه «ظهورنا»!



***



يعيش بعض المستفيدين من الضمان الاجتماعي هذه الأيام حالة من القلق ويترقبون مداهمتهم لاسترداد ما أخذوه سابقا بطيب نفس من الدولة! بعضهم وصلت لديهم «فوبيا القلق» بصورة مضاعفة مع ذلك التصريح النادر والصادر من أحد كتاب الصحف الذي يرى أن يعاملوا كمفسدين فيصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض! البعض منهم يتحسس أعضاءه ويقول: بأنه في حال تم تنفيذ العقوبة فإنه يتمنى أن ينفوا مع البعثة العلمية صوب «المريخ»! على الأقل سيجدون أرضا في المجموعة الشمسية يستطيعون البناء عليها!



***



وحده - ومن بين جميع البنوك - خالف «بنك التسليف» تعليمات الحكومة بضرورة تأجيل استقطاع القسط من رواتب الموظفين لشهر أكتوبر! بدا وكأن الأمر لا يعنيه فيما كان «العشم» – كون البنك حكوميا - أن يبادر لتنفيذ القرار ويكون «قدوة صالحة» لبقية بنوك القطاع الخاص! أثبت «البنك» أنه «فوق الجميع»، وأن «الجشع» لا يشمل «القروض» وحسب بل يصل للـ«قرضة الحسنة»!