تنسيم قدر الضغط

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2016

Tue - 01 Nov 2016

كانت الحلقة الثانية من برنامج الثامنة التي تتناول مناقشة القرارات الوزارية يوم أمس بمثابة (تنسيم) قدر الضغط، ذلك إشارة إلى أن المواطن الضعيف قد استوى بعد ضغط استمر لخمسة أيام تقريبا. وظهر في تلك الحلقة للجميع بأن الوزراء الذين صدموا المتابعين بأرقام وإحصاءات وعبارات كانوا مجرد أشخاص لا يفقهون شيئا، وهناك في المجتمع العديد والعديد ممن يفوقونهم خبرة وحصافة.



ولكن تعالوا لنتناول الموضوع من جديد أنا والقارئ العادي لسنا مختصين في الاقتصاد ولسنا مطلعين على كواليس العمل السياسي والاقتصاد الدولي. نحن ببساطة مجرد متابعين لما يطرح في وسائل الإعلام ونتداول ونحلل بفهمنا البسيط ما يقال فيه.



ولا نعلم أيهم الصائب وأيهم المخطئ. ولكن ما أعلمه جيدا أن وسائل الإعلام تلعب دور المحدد لما نناقشه نحن، فهي ترسم لنا الخطوط العريضة التي تريدنا أن نركز عليها ونهمل ما أهملته.



وعلى كل مسؤول قبل أن يتفوه بأي كلمة أن يعرف أنه يشكل قائد رأي في المجتمع، فظهوره في وسيلة إعلامية يعني أن ما يقوله محسوب وسيؤخذ بمحمل الجد. إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وهذا ما أعتقد أن معالي الوزراء لم يضعوه ضمن حساباتهم.



ففي الحلقة السابقة خرجنا منها بمفهوم أن المواطن هو سبب الأزمة، وأن الدولة تدفع أكثر مما يستحق كأجرة للوظيفة التي يشغلها أو حتى سنوات عمله الحافلة «بالكسل» وقلة الإنتاجية.



وفي الحلقة التي تناولت الرد على حلقة الوزراء خرجنا بمفهوم أن الوزراء الذين تمت استضافتهم في الحلقة السابقة كانوا مبالغين كثيرا وأنهم لا يفقهون في كثير من الأمور حتى في مجال عملهم. أحسسنا ببعض الراحة وتنفسنا الصعداء لأن اقتصادنا ما زال قويا بفضل الله وتداولنا في الواتس اب وتويتر بعض المقتطفات من الحلقة وناقشنا حتى إعلانات «إزالة الشعر» التي كانت تملأ فواصل الحلقة!



والآن بعدما اتضحت الأمور فلنمسك العصا من المنتصف، ونقل إن الأزمة الاقتصادية هي واقع نلمسه جميعا، وعلى الجميع مواطنين وجهات حكومية تحمل تبعات ذلك والتكاتف لنتجنب تلك الأزمة، ولكن بحلول منطقية ممنهجة مبنية على دراسات علمية وتكون منشورة وواضحة للجميع، وليس باجتهادات فردية من وزراء تم تعيينهم قبل أشهر وسيتركون مناصبهم يوما ما ويأتي غيرهم، ليبدؤوا من جديد وهكذا تدور العجلة. السؤال هنا لماذا لا يكون هناك عمل تكاملي بين هؤلاء المسؤولين؟ تعودنا على أن كل وزير يأتي يجب ما قبله من خطط واستراتيجيات وحتى «شعارات» وضعها الوزير الذي قبله.



أخيرا التسرع في محاولة حل كل العقد من قبل هؤلاء الوزراء في فترات وجيزة ليست بالحل الأمثل، وخير مثال على ذلك تلك القرارات الصادمة للجميع. فنقول لهم رفقا أيها الوزراء فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.