قادة ورسالة

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2016

Tue - 01 Nov 2016

تقيم الأمم عماد نشأتها وعلو مكانتها على ما تقدمه لأبنائها من علم وافر وغرس مثمر وروح عامرة بسمو الخلق والمنطق، جل همها أن يقف النسيج الفتي متسما بروح التعاون والإخاء والمبادرة، ومتوشحا بعرى الإيمان.



فتستنهض فيهم الوطنية وطلب العلم والسعي في دروبه، وتؤسس فيهم رسلا يحملون في طيات رسالتهم بناء أجيال محصنة من الآفات الفكرية والنوازع الشيطانية، رسالة تحيي الآمال بغد أفضل ومستقبل مشرق.



إن أفضل من يحمل تلك الشعلة الخيرة هم أولئك الرواد المتسابقون إلى ميدان العلم والعمل، غاياتهم أن يتسلح كل طالب وطالبة مهما بلغت قدراتهم ومستوياتهم الفكرية والعملية بأعلى قدر من المهارة والهدف والأداء، وأجل خلق وأرفع قدر من السعي والإخلاص.



إنها مهنة الأنبياء والمرسلين وديدن الفقهاء والمعلمين، بها تنقشع ظلمة الجهل وتبنى بها أمم بتاريخ وحضارة ومجد، وتهبط بأخريات من فرط البدع والخوف، أثرها واضح ومكانتها بارزة، فلا حروب ولا تخلف ولا فقر إن وجد التعليم الحصين والمعتدل والمعلم المتمكن خلقا وسيرة، ومنهاج يعتدل بين تربية وعلم.



إنها رسالة إسلامنا القويم ومعلمها سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، رسالة نور ومعرفة وصدق واعتدال، ونهج سار عليه من قديم الزمان فانطلقت من معنى جليل بآية عظيمة (اقرأ بسم ربك الذي خلق) فتوالت بعدها إنجازات لا حصر لها جعلت مكانة المعلمين والعلماء في أعلى القمم.



أساسها القراءة، ومسك القلم وتعليم الحرف والنطق وحسن الخط وتشكيل اللسان بالفصاحة، وغوص في فنون العلم من رقم ومعادلة رياضية وفهم لمكون كيميائي، وانتقال فيزيائي قابل للفعل وردة الفعل الموازي والمعاكس له، كما أنه غرس ديني لمبادئ عالية في السمو من إيثار وبر وخير وتقى، وتعليم لأركان الإسلام وسماحة قيمه وتدبر لآياته وأجره، هو ركن الأساس لبناء شخص المستقبل وتحديد معالم جيل الحاضر وحل مشاكل ومعضلات المجتمع المتواترة من الماضي.



لذا فإن المعلم بما استحوذ عليه من جميل الصفات وعلو المكانة ورفعة الرسالة، لهو الأقدر على حملها وإنجاز ما يعول عليه المجتمع من آمال وتطلعات جمة، وعلينا نحن عامة من يقرأ على يديه أن نعطيهم جل الاحترام ونقدر لهم هذا الجهد والسعي الطويل وندعو لهم بوفير التوفيق والسداد ونسخر لهم كافة السبل والإمكانيات لعبور هذه الأجيال إلى بر الأمان.