تخيل نفسك مطلوبا أمنيا
الثلاثاء - 01 نوفمبر 2016
Tue - 01 Nov 2016
طالعتنا صحيفة مكة في 30 أكتوبر 2016م، بتصريح لوزارة الداخلية يحوي نتائج التحقيقات في قضايا إرهابية، وقعت مؤخرا في محافظة القطيف ومدينة الدمام، واستهدف فيها مواطنون ومقيمون ورجال أمن، وخربت فيها مرافق عامة ومنشآت أمنية واقتصادية.
وكانت نتائج التحقيق جلية، ومدعومة بشهود الحال، وبالمستمسكات القانونية، والفحوصات المخبرية الجنائية للآثار المتخلفة عن هذه الجرائم، وقد أثبت البيان تورط عدد من الأشخاص الخطيرين في هذه القضايا، وتم نشر أسمائهم وصورهم، وأرقام بطاقاتهم.
وقد أهابت وزارة الداخلية بالمتهمين تسليم أنفسهم للجهات الأمنية، كما حذرت كل من يتعامل معهم بأنه سيكون عرضة للمحاسبة، كما أعطى البيان فرصة سانحة لمن استغلهم المطلوبون لتقديم خدمات لهم، بالتقدم إلى الجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم، ونزع المسؤولية الجنائية والأمنية والإرهابية عن أنفسهم، كما دعا البيان كل من تتوفر لديه معلومات للإبلاغ عنهم على الرقم (990)، أو أقرب جهة أمنية، وذلك لنيل المكافآت المقررة (مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أحد المطلوبين؛ وتزداد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية).
إجراءات أمنية علمية عملية دقيقة شاملة فاضحة، تدعوني للعودة لتساؤلي في العنوان، فهل تتخيل نفسك أحد هؤلاء المطلوبين!
حينها ستكون التهمة بحقك ثابتة لا مجال لنفيها، كونها موثقة بالصور والمستندات، والبصمات، والشهود، والرفع المخبري الجيني من مواقع الجريمة، وبفحص الأدلة العينية المتواجدة في مواقع الحدث.
ثم إن اسمك وصورتك وبصمتك ورقم بطاقتك مؤكدة معلنة على الملأ، ومصاحبة لتحذيرات مشددة، تردع أي شخص عن التعامل معك، حتى ولو كان صديق عمرك.
حياة بؤس ستحياها تصارع الخوف والضياع والتشرد، والشك بكل شخص يقابلك، وحتى لو عشت ملثما، أو مبدلا لملامح وجهك، أو متخفيا بملابس نسوية.
إعجاز أمني، فكل من يعرفك سيرتعب من التهديدات الأمنية الواضحة، فلا يعود يتستر عليك، بل سينكرك حتى أقرب أهلك.
ثم إن الجميع سيحسبونها بوعي، فمبالغ الجوائز مغرية، ولعل قيمتها في أنفس كثيرين حولك أغلى من قيمتك عندهم، خصوصا وأنهم سيحصلون عليها بالسرية التامة، وبمجرد مكالمة هاتفية، لن تكشف عن أدوارهم في القبض عليك.
حتى من لا يعرفك، ستغريه المكافآت، فيصبح مجندا ضدك، يبحث عن أثرك، ويسأل، ويستقصي، ويحاول، حتى تضيق عليك الدنيا.
حياة شتات وقلة قيمة، ولنفترض أن من ورطك في العمل الإرهابي تمكن من تزوير أوراقك الثبوتية، ليخرجك من الوطن، أو ربما يحملك على كف المجهول، لتتسلل من مناطق الحدود، لترديك أيدي رجال خفر السواحل، وحرس الحدود الطائلة.
أي مستقبل مظلم ينتظرك، وحتى إن خرجت من بلدك، فكم ستستمر على جنون فكرتك، وكم سيمهلك من جندوك، قبل أن يعيدوك إلى إحدى المناطق الملتهبة، وأنت تئن من قسوة الحزام الناسف، أو من عبوة حشرت بالقوة في أمعائك.
اعتبر وتقدم، فالطريق الأسود الشائك الطويل لا يزال يبدو في آخره نقطة ضئيلة، ربما تلهمك بتسليم نفسك للسلطات، واللحاق ببعض ما يمكن اللحاق به، وقد يكون في ذلك الأفضل لك ولكل من يحبك، وكل من يتمنى لك الهداية.
[email protected]
وكانت نتائج التحقيق جلية، ومدعومة بشهود الحال، وبالمستمسكات القانونية، والفحوصات المخبرية الجنائية للآثار المتخلفة عن هذه الجرائم، وقد أثبت البيان تورط عدد من الأشخاص الخطيرين في هذه القضايا، وتم نشر أسمائهم وصورهم، وأرقام بطاقاتهم.
وقد أهابت وزارة الداخلية بالمتهمين تسليم أنفسهم للجهات الأمنية، كما حذرت كل من يتعامل معهم بأنه سيكون عرضة للمحاسبة، كما أعطى البيان فرصة سانحة لمن استغلهم المطلوبون لتقديم خدمات لهم، بالتقدم إلى الجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم، ونزع المسؤولية الجنائية والأمنية والإرهابية عن أنفسهم، كما دعا البيان كل من تتوفر لديه معلومات للإبلاغ عنهم على الرقم (990)، أو أقرب جهة أمنية، وذلك لنيل المكافآت المقررة (مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أحد المطلوبين؛ وتزداد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية).
إجراءات أمنية علمية عملية دقيقة شاملة فاضحة، تدعوني للعودة لتساؤلي في العنوان، فهل تتخيل نفسك أحد هؤلاء المطلوبين!
حينها ستكون التهمة بحقك ثابتة لا مجال لنفيها، كونها موثقة بالصور والمستندات، والبصمات، والشهود، والرفع المخبري الجيني من مواقع الجريمة، وبفحص الأدلة العينية المتواجدة في مواقع الحدث.
ثم إن اسمك وصورتك وبصمتك ورقم بطاقتك مؤكدة معلنة على الملأ، ومصاحبة لتحذيرات مشددة، تردع أي شخص عن التعامل معك، حتى ولو كان صديق عمرك.
حياة بؤس ستحياها تصارع الخوف والضياع والتشرد، والشك بكل شخص يقابلك، وحتى لو عشت ملثما، أو مبدلا لملامح وجهك، أو متخفيا بملابس نسوية.
إعجاز أمني، فكل من يعرفك سيرتعب من التهديدات الأمنية الواضحة، فلا يعود يتستر عليك، بل سينكرك حتى أقرب أهلك.
ثم إن الجميع سيحسبونها بوعي، فمبالغ الجوائز مغرية، ولعل قيمتها في أنفس كثيرين حولك أغلى من قيمتك عندهم، خصوصا وأنهم سيحصلون عليها بالسرية التامة، وبمجرد مكالمة هاتفية، لن تكشف عن أدوارهم في القبض عليك.
حتى من لا يعرفك، ستغريه المكافآت، فيصبح مجندا ضدك، يبحث عن أثرك، ويسأل، ويستقصي، ويحاول، حتى تضيق عليك الدنيا.
حياة شتات وقلة قيمة، ولنفترض أن من ورطك في العمل الإرهابي تمكن من تزوير أوراقك الثبوتية، ليخرجك من الوطن، أو ربما يحملك على كف المجهول، لتتسلل من مناطق الحدود، لترديك أيدي رجال خفر السواحل، وحرس الحدود الطائلة.
أي مستقبل مظلم ينتظرك، وحتى إن خرجت من بلدك، فكم ستستمر على جنون فكرتك، وكم سيمهلك من جندوك، قبل أن يعيدوك إلى إحدى المناطق الملتهبة، وأنت تئن من قسوة الحزام الناسف، أو من عبوة حشرت بالقوة في أمعائك.
اعتبر وتقدم، فالطريق الأسود الشائك الطويل لا يزال يبدو في آخره نقطة ضئيلة، ربما تلهمك بتسليم نفسك للسلطات، واللحاق ببعض ما يمكن اللحاق به، وقد يكون في ذلك الأفضل لك ولكل من يحبك، وكل من يتمنى لك الهداية.
[email protected]