الرأي العام موجود؟

نعم كم من مسؤول لدينا يكلف خاطره - أيا كان منصبه ونطاق عمله - التساؤل عن هذا الشيء الغريب العجيب الذي يتردد هنا وهناك بملصق رأي عام؟ وكم من المعنيين بالإعلام في البلد في وسائلنا الإعلامية وفي جهاز الثقافة والإعلام تساءل بينه وبين زملائه عن ملصق الرأي العام المحلي وكيف هو يمكن استكشافه ومعرفة تكويناته

نعم كم من مسؤول لدينا يكلف خاطره - أيا كان منصبه ونطاق عمله - التساؤل عن هذا الشيء الغريب العجيب الذي يتردد هنا وهناك بملصق رأي عام؟ وكم من المعنيين بالإعلام في البلد في وسائلنا الإعلامية وفي جهاز الثقافة والإعلام تساءل بينه وبين زملائه عن ملصق الرأي العام المحلي وكيف هو يمكن استكشافه ومعرفة تكويناته

الخميس - 24 يوليو 2014

Thu - 24 Jul 2014



نعم كم من مسؤول لدينا يكلف خاطره - أيا كان منصبه ونطاق عمله - التساؤل عن هذا الشيء الغريب العجيب الذي يتردد هنا وهناك بملصق رأي عام؟ وكم من المعنيين بالإعلام في البلد في وسائلنا الإعلامية وفي جهاز الثقافة والإعلام تساءل بينه وبين زملائه عن ملصق الرأي العام المحلي وكيف هو يمكن استكشافه ومعرفة تكويناته ومناسيب المواقف والاتجاهات الرئيسة والفرعية على المستوى الوطني والإقليمي، وبالتأكيد كيفية كسبه ولعب الدور الرئيس في تشكيله من منطلق أنه جبهة داخلية بامتياز لا تفريط فيها أو تركها تحت رحمة غيرنا؟؟؟!

بطبيعة الحال، مع احترامي للجميع، فالمواقف والاتجاهات الشعبية في البلد منذ بزوغ الفضائيات وشبكة الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي لا تعكس أي شيء في صالحنا كمجتمع فيما لو طرقت أي موضوع، محلي أو قطري أو إقليمي، مجتمعي أو سياسي أو اقتصادي، فيما لو حاولنا بالمجمل رصد هذا الشيء المسمى (رأي عام)..!

هذا أمر واقعي، فحتى مراكز لدراسات واستقصاءات الرأي العام غير موجودة في البلد، لا بشكل رسمي ولا أهلي، لكي يروج مفهوم الرأي العام بشكل يخدم صناعة السياسات العامة في البلد، ناهيك عن كسب الجبهة الداخلية في شكل مواقف واتجاهات ولائها للوطن، بما يحقق بقاءه على أقل تقدير..

التفكير في مسألة الرأي العام الوطني مسؤولية وزارة كالإعلام وأقسام وكليات الإعلام في جامعاتنا في ظل غياب أقنية رصد واستشعار حكومية وخاصة لمواقف واتجاهات الشارع هنا بشكل مستمر ويخدم التهيئة لصناعة القرار الخاص بواقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي..

ما يؤكد سلامة ما أقول به هنا هو المواقف الصادمة والاتجاهات المتطرفة للشارع السعودي في شؤون تخص البلد أو القضايا الإقليمية والتي نفاجأ بها اليوم مع وجود وسائط كتويتر وفيس بوك ويوتيوب، ونتساءل فيما بيننا وبين أنفسنا - ما الذي حصل؟ من صنع هكذا فكر؟ ومن استزرع هكذا اتجاهات معاكسة في كثير من الأحيان للإرادة السياسية والمجتمعية؟

بطبيعة الحال، هنا ندخل في باحة الحيص بيص، لأننا لا نعرف من فعل ماذا بمن، ومتى وكيف؟- الرأي العام في أي بلد في العالم لا يفرط فيه.. والرأي العام في أي مجتمع مسألة غاية في الأولوية عندما يقفز للذهن مفهوم الأمن الوطني والسلم والاستقرار الأهلي.. كنت أقول بالأمس إن 92 % من الشارع السعودي يرى في داعش أنموذجا حقيقيا للشريعة الإسلامية! وهذا غيض من فيض يطفح به الإعلام الجديد والفضائيات.. مطالبون بألا نترك حديقتنا الخلفية مسرحا لأصحاب الحسابات المناوئة، خاصة في الظروف الراهنة من كل حدب وصوب.. وهي مسؤولية ينبغي ألا يفرط فيها، لكونها تفريطا في الوطن.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.