ناصر محمد الجهني

الزموا غرسكم.. فهذا بيت الله

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2016

Tue - 01 Nov 2016

حتى الحرب لها قيمها، وحتى الاقتتال له آدابه وأخلاقياته. هذا هو عرف البشر منذ قديم التاريخ، تجاوزه البعض، لكن أولئك المتجاوزين لم يكونوا سوى أراذل البشر وأتعسهم. كان ولا يزال المتحاربون يعرفون قدر المقدس، ويدركون أن لا مساس به مهما بلغت شراسة الحرب ومهما بلغ أوارها، لكن ما حدث قبل أيام من الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح باستهدافهم مكة المكرمة بصاروخ باليستي كان الدليل الأوضح على أن هؤلاء لا يقيمون وزنا لمقدس، ولا يرعون حقا لمحرم، ولا يحفظون إلّا ولا ذمة. لم يحفظوا قدرا لبيت الخالق وقبلة خلقه، البيت المقدس والمسجد الحرام، أطهر بقاع الأرض وأشرفها وأكرمها وأجلها. فهل يظن عاقل أن أمثال هؤلاء سيحفظون قدرا لمخلوق؟



لقد بلغ الجنون مبلغه بهؤلاء، تطاولوا حد العبث، وتمادوا حد السفور، وتجاوزوا كل أعراف وقيم وتقاليد البشر. أعماهم الحقد، وطغت على عقولهم الكراهية، وتضخمت الأنا وتسرطنت الذات لدى كل منهم حد الاستنساخ الفرعوني للتسلط والهمجية والتطاول على بيت توعد صاحبه جل في علاه من يرد فيه بإلحاد بظلم بعذاب أليم مبين فاضح، لا يناله وحسب، لا يطاله فقط، وإنما يذقه تذوقا، يشعر به بكل أحاسيسه، يدرك طعمه، ويعرف قيمته ومعناه.

إن ما حصل من الحوثيين ورفيقهم المخلوع الأرعن يجب ألا يمر مرور الكرام، فهو تجاوز ترفضه الإنسانية، ويرفضه عقلاء البشر. تجاوز يرفضه المسيحي واليهودي والبوذي، وكل ذي ملة، قبل أن يرفضه ويستنكره المسلم. تجاوز يفرض على كل المنظمات والهيئات الإنسانية في العالم، إسلامية وغير إسلامية، إصدار بيان يدينه ويشجبه ويستنكره. تجاوز يفرض على كل ذي مروءة، مهما كانت ديانته، ومهما كان معتقده، أن يغضب ويألم ويعبر عن غضبه وألمه ورفضه واستنكاره لهذا الحدث الجلل والتجاوز الخطير.



ونحن هنا نقول لكل من يفكر بالتطاول، لكل من أسكره الحقد وأعمته الكراهية، إن لهذا البيت ربا يحميه، وملايين تفديه، وشعبا ودولة شرف رأس الهرم فيها بلقب خدمته لهذا البيت الحرام وحرم رسوله سيد الأنام، عليه وآله أفضل الصلاة وأتم السلام. ونقول للإخوة الشرفاء في يمن الحكمة بأن قد بلغ السيل الزبى من هذه الشرذمة الباغية الخارجة على المعروف والمألوف عند كل ذي شيمة ومروءة، وأنه أصبح من العيب السكوت عليهم والرضى بهم، إذ تطاولوا على مقدسكم واستهدفوا بيت الله.. أزيحوا هذا العفن وتخلصوا من تلك الطفيليات، فإنما الزبد يذهب جفاء ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.



[email protected]