عبدالله الجنيد

الرجم بالليبرالية

الاثنين - 31 أكتوبر 2016

Mon - 31 Oct 2016

هل كان بين من أعلنت وزارة الداخلية عن ضلوعهم في التخطيط لتفجير استاد الجوهرة ليبرالي واحد؟ هل سجل من بين منفذي عمليات اغتيال رجال الأمن ليبرالي واحد؟ هل من قيد ابن عمه ليغدر به برصاصة في الرأس، وقد كانت آخر كلماته «تكفى يا سعد»، هل كان ذلك القاتل بدم بارد ليبراليا؟ هل من يكمن ليغدر برجال الأمن والأمنيين في عموم القطيف أو العوامية ليبرالي؟ هل كان من يحرض على حمل السلاح من شيوخ الإفساد للاقتتال طائفيا في العراق وسوريا مجموعة من الليبرالية؟ هل من نحر أمه وأباه كانا ليبراليين؟



منظومة القيم إنسانية، لذلك قال الرسول الكريم «جئت متمما لمكارم الأخلاق». هذا هو الإسلام المتسامح الإنساني الذي أنزل رحمة للعالمين، والذي اختطف من قبل طوائف ومدارس يكفر بعضها الآخر حتى حول لأداة سياسية.



مشكلتنا ليست في مواجهة الحجة بالحجة، بل في ممارسة الإقصاء بكل الأشكال الممكنة وغير الممكنة فقط لأن هواجسنا أكبر من حقيقة مخاوفنا. ولقد اختبرت كل الدول والشعوب مخاطر الانغلاق عبر التاريخ. وكل العلوم في أساسها معبر عن طموح الإنسان كما فطره الله عليه، فبدل الاستسلام لشرور الهواجس لنحاول التفقه في علوم الإنسان والزمان، لأن مغالبة الزمن بالانغلاق لن تنتج إلا ضحايا مثل سعد، رحمة الله عليه.



كم هو مخيف ومرعب أن يكون هذا الكم من الشباب حديثي السن من المطلوبين لضلوعهم في التخطيط، أو في تنفيذ عمليات إرهابية، مثل ما أعلنت عنه الداخلية السعودية حول مخطط تفجير استاد الجوهرة، لكن السؤال: كيف استطاع هؤلاء الصغار ترسيخ هذه القناعات لتصل حد الإقدام على التخطيط والقبول بتنفيذ القتل الجماعي لأهاليهم بدم بارد؟ فهل حدث ذلك لأنهم كانوا يستمعون لموسيقى بيتهوفن أو أوبريت الطيور لأسمهان مثلا؟



هؤلاء الأغرار القتلة هم نتاج حواضن استفردت بهم عندما كانت المغالاة تجارة، وحجم الأتباع أرصدة مليونية. نعم من السهل على هؤلاء استرقاق عقول الصغار عندما يكون أساس كل خطاب مئات الحور العين والقنوات الفضائية لا زالت تفرز من تلك التشوهات الكثير دون أن يواجهوا بحكم رقيب. ومن يريدوا محاربة هذا المسخ المخيف المختزل في مصطلح الليبرالية فليأتوا فقط بليبرالي واحد دعا لصفع مخالف له أو كسر إشارة مرور، ولو حدث ذلك فسنطالب بإقامة حد الحرابة فيه.



من السهل أن نمارس الرجم بالمجهول، لأن من يمارس ذلك يجهل حتى أبسط التعريفات بالعلوم، وجل هؤلاء يقول «عن شيخي» ولم يقل «عني»، فإن كنا سنحتكم لفقه ناقل، إذا ليكن مبدأ علم المقارنة أساس تصحيح المسارات. أس هواجسنا الخوف من التحول، والتحول لا يمكن أن يحجب، ولا خوف على الإسلام أو القيم من كل أشكال التحولات، والواجب تطهير الإسلام من شطط مدارس الاجتهاد المسيس منها والمتمصلح.



[email protected]