"قانون بو" يفصل الحقيقة عن السخرية في شبكات التواصل الاجتماعي

في عصر ما خلف الشاشات والكتابة عن بعد، وغياب الحضور والتواصل الجسدي، وانعدام الصوت، يرتفع معدل سوء الفهم بين الناس، ومن المؤكد أنك اضطررت يوما ما لاستخدام رموز تعبيرية كتلميح لقصدك الحقيقي، وتجنبا لسوء الفهم.



أحيانا يتوجب عليك أن تضع وجها ضاحكا، إنك قلق من أن تفهم سخريتك على أنها جادة، وهذا تحديدا ما ينص عليه قانون "بو".



مفهوم قانون "بو" يعتمد على أنه بدون إبداء واضح للهزل أو المزاح، من المستحيل السخرية من دون أن تلتبس على أحدهم الحقيقة.



إنها نظرية فلسفية انتشرت عبر الانترنت، حول صعوبة التفرقة بين الحقيقة والسخرية، ما لم يظهر المؤلف نيته في المزاح.



تعود هذه المقولة "لناثان بو" التي أطلقها عام 2005 بعد نقاش ديني على الانترنت، وتكمن أهميتها في تطبيقها على النقاشات الالكترونية، الدينية والسياسية، لتجنب سوء الفهم والخلط بين السخرية والحقيقة.



وكانت هناك مقولات قديمة مشابهة لقانون "بو".



ففي عام 1983 كتب "جيري شوارتس" على موقع "يوزرنت" للمناقشة العمومية:



احذر من الهزل، والتعليقات الساخرة.



وفي عام 2001 كتب "آلان مورجان" على الموقع نفسه:



أي كلام خاطئ، قوي ومتقن، لا يمكن تمييزه عن كلام حقيقي ضعيف.



في العالم العربي الالكتروني، تجد كثيرا جدا من الأمثلة التي تكون في أصلها هزلية، ثم يقع الكثير في سوء فهمها، وتؤخذ بجدية، كبعض حسابات تويتر المخصصة لمحاكاة ساخرة لشخصية معينة، أو توجه معين.



وفي سلسلة رسومات الجرافات التي ننوي نشرها سنأخذ هذا القانون بعين الاعتبار، وسنعلق جملة: جراف كوميدي، أو نستخدم وجها تعبيريا ضاحكا أعلى كل مادة.

إن القوانين وضعت حتى تطبق، ونبدأ بأنفسنا أولا.