هل المعلم سبب لتدني التعليم؟

تفاعل
تفاعل

الخميس - 27 أكتوبر 2016

Thu - 27 Oct 2016

في الأيام القليلة الماضية، بمختلف وسائل التواصل، كان هناك تراشق بالكلمة والمفهوم والمعاني حول المعلم والتعليم، من حيث الأسباب والمسببات التي أدت إلى ضعف مستوى المخرجات، وتدني بعض المعارف التي يعتمد عليها تعليمنا في المنهجية أو صلب الخطة العامة المتعارف عليها.



فمنهم فريق واصل التعليق إلى المطالبة بحقوق إضافية للمعلم، وذهب فريق آخر إلى إزالة بعض المستحقات الكبيرة التي يفوق بها المعلم عن غيره من موظفي ديوان الخدمة، وهكذا تتأرجح كرة الثلج بكبر حجمها بين آراء وأطروحات وأفكار عدة، وبالتالي أعلق وأقول إن المعلم سبب في تواضع التجربة التعليمية أيضا بما أنه جزء من العناصر الأساسية في القالب التعليمي من منهج ومنشأة وبيئة جاذبة، بل إنه هو العنصر الرئيس وبالتالي إن لم يرتق بذاته وفكره ويطور مستواه فلن ترتقي مدرسته وطلابه، كما أنه علينا أن نعود إلى الوراء قليلا وننظر إلى مستوى تعليمنا الذي كان يشار إليه بالبنان حتما سنجد المدح والثناء والإعزاز للمعلم القديم في المقام الأول، ولن نجد من ينكر هذا، ومع ذلك أنتجوا وتخرجت أجيال قوية من كل الأوجه كما هو حديث المجالس، ولذلك ما نلحظه اليوم من تحول بوجود الكثير من السلبيات إنما هو من المعلم بذاته الذي يستطيع أن يصنع بيئة خصبة ومناسبة، ويستطيع في الوقت نفسه ترك العملية التعليمية تسير في مسارها.



نعم هناك أمور أخرى يجب معالجتها للتصحيح في كل الجوانب التربوية والعلمية الأخرى من خلال تجربتي بالميدان التربوي لثلاثة عقود، ولكن يظل المعلم سببا أيضا لأي سلبية وتأخر، فرمي الأخطاء لجهة دون الأخرى بحد ذاته خطأ.



فكم نحن بحاجة إلى المعلم المربي والمعلم القائد والقدوة والمطور، ولسنا بحاجة إلى (المعلم المعلم فقط) وعلينا أن نعترف بالأخطاء نحن المعلمين والتربويين والخبراء بذلك المجال حتى نستطيع التوصل لسبل المعالجة والتقويم الصحيح لمسار تعليمي واعد ومنتج بعيدا عن الإنشاء والشكليات التي طغت على تعليمنا مؤخرا.. والله من وراء القصد.