اقبضوا على المدبلجين فورًا!!
بعد النسيان
بعد النسيان
السبت - 29 أكتوبر 2016
Sat - 29 Oct 2016
وسط كل هذا الغثاء، والزبد، والعج، والضباب، والدخان من الإشاعات، والكذب، والنفاق، والإرجاف، والظلم، والافتراء، والبهتان الجمعي، الذي لوثت به الـ(سوشيال ميديا) أبراج السماء، وشبوك الأرض، وسممت به الهواء، والماء، والدماء، وسط كل هذا البؤس من السطحية الفكرية، والأمية الفنية، تأتي دبلجة المقاطع الصوتية والمرئية مؤشرًا ناصعًا على مواهب (سعودية) شابة؛ أقل ما يقال عنها: إنها مدهشة!
وخذ مثلًا المقاطع المدبلجة التي انثالت وانهالت فور انتهاء (فتنة داود الثامنة) والوزراء الذين (تسوّلوا) المحراب، في (mbc)! وكل مقطع يحتاج إلى فريق عالي الاحترافية من كتاب الأفكار، والمؤرخين للسينما العربية والأجنبية، والمخرجين، والمنتجين، والممنتجين وهم الأهم؛ إذ إن منتجة دقيقة واحدة فقط تستغرق ـ بالمعدل ـ ثلاثين ساعة متواصلة!!
وقد تكفي (30) ساعة لدبلجة مقطع الزوجة التي تسأل زوجها بعنف: وين كنت؟ فأجابها: في العمل!! فأخذت تكيل له الصفعات وتقول: يا كذاب الوزير يقول إنكم ما تشتغلون غير ساعة!!
ولكن كم تحتاج دبلجة مشهد: (الحق هو اللي يمشي)؟ وتوزيع الحوار بدقة الأطباء، بين أبطال الحلقة الأربعة، و(المواااااطٍ) المتحمس الجرئ الـ... عبييييط ؟!
إن اختيار هذا المشهد بالذات، بهذا الحوار الساخر القائم على مغالطة العقل بلفظة (يمشي)؛ حيث فهمها الموااااطٍ (يونس شلبي) بأنها (ينفذ)، بينما حبكها وزير المالية (عادل أدهم) بأنها (يغادر)! وسط قهقهة الآخرين (المذيع، والخدمة المدنية، والتخطيط والاقتصاد)!!
هذا الاختيار الفلسفي العميق وحده يحتاج إلى متابع للسينما ـ التي لم يزودنا معالي رئيس (هيئة الترفيه) بقرار منعها (فيذا) رسميًا حتى الآن ـ لم يفوِّت لقطةً واحدة من أفلام الشر على الأقل، وما أكثرها وما أشهر نجومها؛ بحيث يثير العجب والإعجاب اختياره (لعادل أدهم) وليس (محمود المليجي) ولا (فريد شوقي) مثلًا؟ و(يونس شلبي) وليس (أحمد بدير) مثلاً برضو؟!
ومن شدة الدهشة ذهب أحد المعلقين (السعوديين) بعيدًا؛ فزعم ـ دون دليل ـ على أن دبلجة المشهد تمت قبل تسجيل الحلقة! وبالتنسيق مع (داود الشريان) ـ المتابع المدمن لأفلام الشر العربية ـ تمت استضافة (مثلث برمودا) وتوزيع الحوار عليهم بما يطابق الدبلجة!!
ومهما يكن؛ تظل مواهب الدبلجة طاقات هائلة، من واجب وزارة الثقافة والإعلام أن تتبناها وتوفر لها البيئة الاحترافية للإبداع، بدل أن تلاحق المشاغبين وتكمم أفواههم!!
[email protected]
وخذ مثلًا المقاطع المدبلجة التي انثالت وانهالت فور انتهاء (فتنة داود الثامنة) والوزراء الذين (تسوّلوا) المحراب، في (mbc)! وكل مقطع يحتاج إلى فريق عالي الاحترافية من كتاب الأفكار، والمؤرخين للسينما العربية والأجنبية، والمخرجين، والمنتجين، والممنتجين وهم الأهم؛ إذ إن منتجة دقيقة واحدة فقط تستغرق ـ بالمعدل ـ ثلاثين ساعة متواصلة!!
وقد تكفي (30) ساعة لدبلجة مقطع الزوجة التي تسأل زوجها بعنف: وين كنت؟ فأجابها: في العمل!! فأخذت تكيل له الصفعات وتقول: يا كذاب الوزير يقول إنكم ما تشتغلون غير ساعة!!
ولكن كم تحتاج دبلجة مشهد: (الحق هو اللي يمشي)؟ وتوزيع الحوار بدقة الأطباء، بين أبطال الحلقة الأربعة، و(المواااااطٍ) المتحمس الجرئ الـ... عبييييط ؟!
إن اختيار هذا المشهد بالذات، بهذا الحوار الساخر القائم على مغالطة العقل بلفظة (يمشي)؛ حيث فهمها الموااااطٍ (يونس شلبي) بأنها (ينفذ)، بينما حبكها وزير المالية (عادل أدهم) بأنها (يغادر)! وسط قهقهة الآخرين (المذيع، والخدمة المدنية، والتخطيط والاقتصاد)!!
هذا الاختيار الفلسفي العميق وحده يحتاج إلى متابع للسينما ـ التي لم يزودنا معالي رئيس (هيئة الترفيه) بقرار منعها (فيذا) رسميًا حتى الآن ـ لم يفوِّت لقطةً واحدة من أفلام الشر على الأقل، وما أكثرها وما أشهر نجومها؛ بحيث يثير العجب والإعجاب اختياره (لعادل أدهم) وليس (محمود المليجي) ولا (فريد شوقي) مثلًا؟ و(يونس شلبي) وليس (أحمد بدير) مثلاً برضو؟!
ومن شدة الدهشة ذهب أحد المعلقين (السعوديين) بعيدًا؛ فزعم ـ دون دليل ـ على أن دبلجة المشهد تمت قبل تسجيل الحلقة! وبالتنسيق مع (داود الشريان) ـ المتابع المدمن لأفلام الشر العربية ـ تمت استضافة (مثلث برمودا) وتوزيع الحوار عليهم بما يطابق الدبلجة!!
ومهما يكن؛ تظل مواهب الدبلجة طاقات هائلة، من واجب وزارة الثقافة والإعلام أن تتبناها وتوفر لها البيئة الاحترافية للإبداع، بدل أن تلاحق المشاغبين وتكمم أفواههم!!
[email protected]