جدل علمي حول فول الصويا والإصابة بالسرطان

يستخدم فول الصويا منذ آلاف السنين كطعام ويدخل في تصنيع الأدوية، ويعد من المحاصيل الغذائية والصناعية المهمة عالميا، لتميزه عن البقول الأخرى باحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية الضرورية لجسم الإنسان لصنع البروتين، ما يجعله مصدرا ممتازا للنباتيين

يستخدم فول الصويا منذ آلاف السنين كطعام ويدخل في تصنيع الأدوية، ويعد من المحاصيل الغذائية والصناعية المهمة عالميا، لتميزه عن البقول الأخرى باحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية الضرورية لجسم الإنسان لصنع البروتين، ما يجعله مصدرا ممتازا للنباتيين

الاثنين - 14 يوليو 2014

Mon - 14 Jul 2014



يستخدم فول الصويا منذ آلاف السنين كطعام ويدخل في تصنيع الأدوية، ويعد من المحاصيل الغذائية والصناعية المهمة عالميا، لتميزه عن البقول الأخرى باحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية الضرورية لجسم الإنسان لصنع البروتين، ما يجعله مصدرا ممتازا للنباتيين.

وتحتوي الصويا على كميات كبيرة من الاستروجين النباتي (أو الايسوفلافون) المسمى بديدزين والجينيستين، وهما مسؤولان عن المواد الكيميائية التي تشبه هرمون الاستروجين ولكن بمستويات أقل، وارتفاع مستويات الاستروجين أحد عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي، وذلك بحسب موقع أي بي سي الانجليزي.



الاستروجينات والسرطان



وتزايدت المخاوف عندما نشرت نتائج بحث وجد أن الاستروجينات النباتية زادت من خطر الإصابة بالسرطان عند فئران التجارب، لكن ذكرت باحثة سرطان الثدي الدكتورة كيلي بلينسكي، أن الفئران لها عمليات أيض مختلفة عن تلك الموجودة في البشر، ولذا لا يمكن حقاً تطبيق نتائج تلك الدراسات على الإنسان، إضافة إلى أن الفئران أُعطيت جرعات كبيرة، وفي واقع الأمر لا يستهلك البشر هذا الكم منها.

ولا توجد دراسة بشرية تذكر أن تناول الصويا كجزء من نظام غذائي صحي قد يكون مضراً.

وفي الحقيقة وجدت الأبحاث التي أجريت على نساء آسيويات أن الاستروجينات النباتية كان لها أثر وقائي من الإصابة بالسرطان.

ويقول الأستاذ المشارك في التغذية بجامعة ديكنتيم كرو: من الممكن أن تساعد في حماية خلايا الجسم من أستروجينها الخاص، حيث وجدت الدراسات أن أهم مرحلة عمرية هي خلال فترة المراهقة عندما يبدأ ثدي المرأة بالنمو، وهذا يفسر السبب وراء النسب المنخفضة من سرطان الثدي بين الآسيويات، ولكن في الغرب لا تستهلك نفس الكميات من الصويا.



نتائج غير حاسمة



وحسب معهد السرطان في أستراليا فإنه رغم وجود أبحاث تذكر أن الصويا تحمي من الإصابة بالسرطان ما زالت نتائجها غير حاسمة، لكن يحبذ أن يتناول الناس الأطعمة التي تحتوي على الصويا وذلك كجزء من نظام غذائي صحي ومتنوع.

وأضاف المدير التنفيذي لمعهد السرطان إيان اوليفرو»إن كان هناك أي أثر عكسي للأستروجينات النباتية على الأورام، سيكون عند تناولها بكميات مركزة جدا، لذا إن كان الناس يستمتعون بالصويا، لا يوجد أي دليل علمي يمنع من تناولها بكميات معتدلة.



مكملات الصويا



يأتي سوء الفهم عن الصويا من المخاوف حول مكملات الايسوفلافون، والتي من الممكن أن تسبب مشاكل للنساء المصابات بنوع معين من سرطان الثدي متعلق بـ «المستقبلات الإيجابية للاستروجين»، وفي الغالب، تتلقى النساء المصابات بهذا النوع من سرطان الثدي علاجا يدعى tamoxifen.

وتشير بعض الأدلة إلى أنه في الجرعات العالية من الاستروجينات النباتية، كتلك الموجودة في المكملات من الممكن أن تقل فعالية الدواء وتعزز نمو السرطان.

ويحذر معهد السرطان في أستراليا النساء والرجال من تناول تلك المكملات، وينصح من يعاني من سرطان الثدي بتناول الأطعمة التي تحتوي على الصويا ولكن باعتدال.

وأضافت بلينسكي: ومع ذلك فإن الصويا طعام صحي، ولا يحتاج أي شخص أن يمتنع عنها، ولا بأس في تناول بعض أطعمة الصويا في اليوم، فهذه الاستروجينات النباتية تعتبر مقاومة للتأكسد، ويجب تناولها كجزء من نظام غذائي متوازن.



أنواع أخرى من السرطان



تقترح بعض الدراسات أنه من الممكن للصويا أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستات والمعدة، ومع ذلك قال معهد السرطان إن الأبحاث في هذا المجال محدودة، كما أن الأدلة عن علاقة الصويا بسرطان البلعوم والمريء والبنكرياس والثدي والأمعاء وبطانة الرحم محدودة وبدون استنتاج محتمل على صحتها، وتم ربط الأستروجينات النباتية بزيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم قبل انقطاع الطمث وبعد سن اليأس، ولكن معهد السرطان صرح أن الأدلة غير كافية لاستنتاج كهذا.



فوائد الصويا الصحية



من الممكن لوجبة أو وجبتين في اليوم تحتويان على صويا أن تخفض من مستوى الكولسترول.

وتعد الصويا غنية بالبروتين، والألياف، والحديد وأوميجا-3، والأحماض الدهنية والدهون المشبعة فيها قليلة.

وأشارت بلينسكي إلى أنه بالنسبة للنباتيين والأشخاص الذين لا يرغبون في تناول اللحوم الحمراء، فإننا نشجعهم والجميع على زيادة ما يتناولونه من الصويا، حيث إنها طعام جيد للصحة، كما أن الذين لا يتناولون منتجات الألبان، يمكن للصويا أن تكون مصدرا جيدا لهم للكالسيوم.

وينصح كرو بإدخال النوعية الجيدة من حليب الصويا والتوفو والميسو (بهارات يابانية تقليدية) والادامامي والتمبه إلى النظام الغذائي، ولكن قد يحتوي كل من الميسو وصلصة الصويا على نسبة عالية من الصوديوم فيجب عدم الإكثار منهما، كما أن أطعمة الصويا لا تحتوي على الايسوفلافون فقط، بل تحوي عددا من المواد ذات الفوائد الصحية.

وإذا كنت ممن يتناولون كميات معتدلة، فمن المرجح أنك تتناول القليل من رقائق البطاطس والفطائر وسيكون هذا جيدا لصحتك.