جسر بانبو.. الفكرة والإبداع
الخميس - 27 أكتوبر 2016
Thu - 27 Oct 2016
في عام 1975 تم تشييد جسر من الحديد فوق نهر «هان» الذي يتوسط مدينة «سول» عاصمة كوريا الجنوبية، ويربط بين أكبر مدينتين في الدولة!
كان الجسر في بدايته يتكون من طابق واحد، وكانت المياه تغمره باستمرار عندما يرتفع منسوب مياه النهر، الأمر الذي سبب شللا متكررا في الحركة المرورية!
وفي عام 1982 قامت إدارة الطرق المحلية بتشييد طابق ثان للجسر بلغ طوله 1490 مترا لتسهيل الحركة المرورية، وسمي منذ ذلك الحين بجسر «بانبو» إلا أن الملاحظ أنه كان مجرد كتل حديدية، ولم يكن يحمل أي لمسة من لمسات الجمال والإبداع!
حتى جاء عام 2007 وتقدم أحد المهندسين في الشركة المشغلة للجسر بفكرة إبداعية فريدة من نوعها لإضفاء طابع جمالي على الجسر.
تتمثل الفكرة الإبداعية في إنشاء فوهات (نوافير) لضخ الماء على جانبي الجسر ليصبح منظرها كالنافورة العملاقة، وجرى تنفيذها بأن قامت الشركة بتزويد الطابق الثاني من الجسر بعشرة آلاف فوهة تضخ 190 طنا من المياه في الدقيقة الواحدة مستمدة من مياه النهر مباشرة ثم إعادة تدويرها مرة أخرى، كما تمت إضافة كشافات بألوان مبهرة متعددة بجانب الفوهات، مما أكسب الجسر جاذبية وروعة في الفترة المسائية، تحاكي في روعتها ألوان قوس قزح!
انتهى العمل من تنفيذ العشرة آلاف نافورة في عام 2008، وفي غضون فترة قصيرة تحول الجسر إلى منطقة جذب سياحي عالمي، وأصبح معلما من معالم المدينة، كما سجل الجسر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول جسر نافورة في العالم!
بفضل فكرة إبداعية واحدة لم تكلف 1% من قيمة تشييد الجسر، تحول جسر «بانبو» من مجرد كتل حديدية تسوء الناظرين، إلى معلم جذب سياحي يسر الناظرين يرتاده السياح من كل أرجاء العالم!
الإبداع لا يحتاج إلى درجة عالية من الذكاء فالمبدعون في أي مهنة ليسوا أذكى من زملائهم في العمل، ولكن ما يميزهم هو أنهم يعرفون كيف يوظفون أفكارهم للوصول إلى نهاية إبداعية تضيف قيمة إلى ما يعملون من أجله.
من مفاتيح الإبداع هو النظرة التي ينظر بها للموضوع، التي عادة ما تكون مختلفة عن الآخرين، فهناك دائما زوايا للموضوع عدة الواحد، ومن محبطات الإبداع القناعة والرضا والاكتفاء بما وصلت إليه من مستوى أو عطاء، والركون إلى شعار «ليس بالإمكان أفضل مما كان» لأنك إذا بنيت الحوائط، وأغلقت الأبواب وأسدلت الستائر فلا تلومن ضوء الشمس إن لم يدخل!
دع عنك تعليقات المثبطين، فلا بد أن تترك أثرا، ولن يكون ذلك إلا بالإبداع، ولن تبدع ما لم تفكر بعيدا عما يفكر فيه الآخرون!
كان الجسر في بدايته يتكون من طابق واحد، وكانت المياه تغمره باستمرار عندما يرتفع منسوب مياه النهر، الأمر الذي سبب شللا متكررا في الحركة المرورية!
وفي عام 1982 قامت إدارة الطرق المحلية بتشييد طابق ثان للجسر بلغ طوله 1490 مترا لتسهيل الحركة المرورية، وسمي منذ ذلك الحين بجسر «بانبو» إلا أن الملاحظ أنه كان مجرد كتل حديدية، ولم يكن يحمل أي لمسة من لمسات الجمال والإبداع!
حتى جاء عام 2007 وتقدم أحد المهندسين في الشركة المشغلة للجسر بفكرة إبداعية فريدة من نوعها لإضفاء طابع جمالي على الجسر.
تتمثل الفكرة الإبداعية في إنشاء فوهات (نوافير) لضخ الماء على جانبي الجسر ليصبح منظرها كالنافورة العملاقة، وجرى تنفيذها بأن قامت الشركة بتزويد الطابق الثاني من الجسر بعشرة آلاف فوهة تضخ 190 طنا من المياه في الدقيقة الواحدة مستمدة من مياه النهر مباشرة ثم إعادة تدويرها مرة أخرى، كما تمت إضافة كشافات بألوان مبهرة متعددة بجانب الفوهات، مما أكسب الجسر جاذبية وروعة في الفترة المسائية، تحاكي في روعتها ألوان قوس قزح!
انتهى العمل من تنفيذ العشرة آلاف نافورة في عام 2008، وفي غضون فترة قصيرة تحول الجسر إلى منطقة جذب سياحي عالمي، وأصبح معلما من معالم المدينة، كما سجل الجسر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول جسر نافورة في العالم!
بفضل فكرة إبداعية واحدة لم تكلف 1% من قيمة تشييد الجسر، تحول جسر «بانبو» من مجرد كتل حديدية تسوء الناظرين، إلى معلم جذب سياحي يسر الناظرين يرتاده السياح من كل أرجاء العالم!
الإبداع لا يحتاج إلى درجة عالية من الذكاء فالمبدعون في أي مهنة ليسوا أذكى من زملائهم في العمل، ولكن ما يميزهم هو أنهم يعرفون كيف يوظفون أفكارهم للوصول إلى نهاية إبداعية تضيف قيمة إلى ما يعملون من أجله.
من مفاتيح الإبداع هو النظرة التي ينظر بها للموضوع، التي عادة ما تكون مختلفة عن الآخرين، فهناك دائما زوايا للموضوع عدة الواحد، ومن محبطات الإبداع القناعة والرضا والاكتفاء بما وصلت إليه من مستوى أو عطاء، والركون إلى شعار «ليس بالإمكان أفضل مما كان» لأنك إذا بنيت الحوائط، وأغلقت الأبواب وأسدلت الستائر فلا تلومن ضوء الشمس إن لم يدخل!
دع عنك تعليقات المثبطين، فلا بد أن تترك أثرا، ولن يكون ذلك إلا بالإبداع، ولن تبدع ما لم تفكر بعيدا عما يفكر فيه الآخرون!