زواج الأقارب بين العادة والتحذيرات الطبية
بالرغم مما أثبتته الأبحاث العلمية من المشاكل الصحية التي تنتج عن زواج الأقارب، إلا أن كثيرين في مجتمعنا ما زالوا يعدونه زواجا آمنا، وأفضل اجتماعيا للبنات والشباب على حد سواء.
بالرغم مما أثبتته الأبحاث العلمية من المشاكل الصحية التي تنتج عن زواج الأقارب، إلا أن كثيرين في مجتمعنا ما زالوا يعدونه زواجا آمنا، وأفضل اجتماعيا للبنات والشباب على حد سواء.
الجمعة - 11 يوليو 2014
Fri - 11 Jul 2014
بالرغم مما أثبتته الأبحاث العلمية من المشاكل الصحية التي تنتج عن زواج الأقارب، إلا أن كثيرين في مجتمعنا ما زالوا يعدونه زواجا آمنا، وأفضل اجتماعيا للبنات والشباب على حد سواء.
التوفيق من الله
لا شك أن نجاح الزواج يعود إلى التوفيق من الله سبحانه وتعالى والتكافؤ الاجتماعي وعدم التدخل من قبل الوالدين في حياة الأبناء سواء أكانوا أقارب أم غير ذلك بالإضافة إلى الترفع عن صغائر الأمور التي تسبب مشاكل الحياة اليومية وتضيف قائلة : القرب أوالبعد ليس شرطا أو سببا لفشل أو نجاح الزواج، وإنما يعود ذلك لطريقة التفكير والحياة التي يحبونها معا ومفهوم الزواج لدى كل من الطرفين فالزواج ليس استعبادا للمرأة ولا استخداما للرجل لأن الحياة الزوجية شراكة من كلا الطرفين حتى تستمر الحياة في سعادة تامة.
دلال كعكي
معدلات خطرة
كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية في الذرية، نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر، وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية التي لم تكن مفهومة في العصور الماضية.
وقد أثبتت الدراسات ارتفاع معدلات خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من زواج الأقارب أولاد وبنات العم والخال، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال.
كما أثبتت الدراسات ارتفاع احتمال حمل زوجين قريبين جينيا من نوع واحد، مما يزيد من احتمال اكتساب المواليد جينا وراثيا لمرض نادر إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة حدوث هذا لكل زوجين قريبين وكل مولود.
والاعتقاد أن زواج الأقارب -بحد ذاته- يزيد من الأمراض الوراثية في الذرية اعتقاد مبالغ في صحته، والاعتماد على الحديث المنسوب إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس» وما روي عن عمر بن الخطاب «اغتربوا لا تضووا»، حديث لم تثبت صحته وإنما الصحيح هو الهدي النبوي الكريم. فالإسلام أباح زواج الأقارب وقد زوج رسول الله فاطمة من علي بن أبي طالب وعلى هذا عمل أصحاب رسول الله وهو منتشر في المجتمعات العربية وإن كان يؤدي دوراً في إظهار بعض الأمراض الوراثية المتنحية إلا أنه يؤدي دوراً كبيراً في إبراز بعض الصفات الجيدة المرغوبة، والرأي المعتدل أن يؤخذ الاحتياط لذلك بالعمل بالفحوصات الطبية لتوقي الأضرار الوراثية المحتملة وتجنبها من خلال الفحوصات الطبية.
الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقا
القريب أفضل من الغريب
لا يمكن الحكم على زواج الأقارب حكماً مطلقاً بـ «مع أو ضد» ولكن الواقع سيكون مع نعم، وذلك لعدة مبررات أهمها الاقتداء بما حدث في عهد الرسول حيث زوج ابنته الطاهرة فاطمة الزهراء من ابن عمه علي بن أبي طالب، كما أن زواج الأقارب فيه صلة رحمٍ أيضاً، فمع رباط المصاهرة يكون هناك رباط القربى والرحم أولاً وفي ذلك خير وود وتواصل. ويحتاج كلٌ من الزوج والزوجة لكثير من الحكمة والتعقل للتعامل مع خلافاتهما الزوجية لكونها أمرا طبيعيا، وذلك للمحافظة على صلة الرحم حتى في أحلك الظروف وحتى لو تم الفراق يظل الرحم والفضل متصلا والله جل وعلا يقول (ولا تنسوا الفضل بينكم). وحتى مساوئ الزواج من الأقارب فإني أعتقد أن الميزات تفوق وتتفوق على المساوئ. وأخيرا فكل الأمور السابقة تعد سببا كافيا لتأييد زواج الأقارب.
الدكتور شاكر الحكير تربوي وخبير تدريب ومستشار في الحوار الأسري
الفحوصات الطبية
زواج الأقارب أمر جيد بشرط أن تكون طباع الزوجين وميولهم ومشاعرهم متفقة تماماً معاً لنجاح الزواج وتماسكه. وتؤكد أن عدم التوافق والراحة بين الزوجين يؤدي إلى الانفصال الذي ينشر العداوة والكراهية بين الأقارب التي تمحو صلة الدم بينهم وتضيف أن زواج الأقارب يقابله بعض الأضرار الصحية وذلك حسب الأطباء، لكن هناك حل وسط للتغلب على هذه الأضرار وهي عمل الفحوصات الطبية اللازمة قبل الزواج كما هو معمول به في الوقت الراهن ليكون ناجحا.
نوال عبدالله عبده