الفرد والمجتمع.. تشارك أم تعارك؟
الأربعاء - 26 أكتوبر 2016
Wed - 26 Oct 2016
يعاني الفرد من المجتمع، والمجتمع أيضا يعاني من أفراده؛ هي ليست معادلة جدلية فلسفية بقدر ما هي حالة اجتماعية تستحق التأمل والتوقف عند غرائبيتها.
فالشعور الجمعي لمجتمع ما متحد تحكمه جغرافيا واحدة ويكتبه تاريخ واحد، حتما سيدرك قداسة القيم التي كرست مبادئ التعاون والتشاركية في وسائل الحياة العامة بمختلف مشاربها الدينية والصحية والاقتصادية والإعلامية والثقافية وغيرها الكثير.
ولذلك فإن من مخالفة الحكمة وسبيل الرشاد تبادل سياط جلد الذات من الفرد للمجتمع مرة ومن المجتمع لأفراده مرة أخرى؛ وبهذا يظل هذا المجتمع بأفراده كالأرض اليباب التي لا تنبت زرعا ولا تُدِرُ ضرعا، فيبقى المجتمع مستيقظا على جعجعة طحن بعضه بعضا فلم يتقدم خطوة، ولم يتهيأ عقله الباطن لمواكبة ركب الأمم.
كثيرا ما توجز النكتة العابرة قضية عامة تؤرق مجتمعا بعينه أو هي المقتل لكبد أحد أفراده، فمن ذلك أيها -القارئ الكريم- أن أحد أعضاء المجتمع استمر سنة يتصدق على متسولٍ بفئة عشرة نقود، لكنه بعد انقضاء السنة خفض المبلغ إلى خمسة نقود فغضب هذا المتسول - الذي يمثل فردا من المجتمع- فبادر من اليوم التالي بسؤال هذا المحسن عن سبب خفض المبلغ من عشرة إلى خمسة؟! فاعتذر هذا المحسن بحجة التزامات الحياة ودخوله معترك الحياة الزوجية بعدما كان عازبا!! وتكملة النكتة -عزيزي القارئ- أن هذا المحسن عمل تخفيضا ثانيا للمبلغ الذي اعتاد عليه المتسول من خمسة إلى ثلاثة نقود فقط؛ موجزا السبب بزيادة مصروفاته الأسرية بعدما رزق بتوأم قبل شهرين. إلا أن المتسول -هذا الفرد- لم تحتمل نفسه قبول هذا العذر فصاح بالمحسن «كل الخوف الذي ينتابني أن في نيتك إدخال أولادك للمدارس على حساب ما تبقى لي عندك؟!».
الخلاصة: أعان الله الفرد العربي على مجتمعه، وأعان المجتمع على أفراده. والسلام.
فالشعور الجمعي لمجتمع ما متحد تحكمه جغرافيا واحدة ويكتبه تاريخ واحد، حتما سيدرك قداسة القيم التي كرست مبادئ التعاون والتشاركية في وسائل الحياة العامة بمختلف مشاربها الدينية والصحية والاقتصادية والإعلامية والثقافية وغيرها الكثير.
ولذلك فإن من مخالفة الحكمة وسبيل الرشاد تبادل سياط جلد الذات من الفرد للمجتمع مرة ومن المجتمع لأفراده مرة أخرى؛ وبهذا يظل هذا المجتمع بأفراده كالأرض اليباب التي لا تنبت زرعا ولا تُدِرُ ضرعا، فيبقى المجتمع مستيقظا على جعجعة طحن بعضه بعضا فلم يتقدم خطوة، ولم يتهيأ عقله الباطن لمواكبة ركب الأمم.
كثيرا ما توجز النكتة العابرة قضية عامة تؤرق مجتمعا بعينه أو هي المقتل لكبد أحد أفراده، فمن ذلك أيها -القارئ الكريم- أن أحد أعضاء المجتمع استمر سنة يتصدق على متسولٍ بفئة عشرة نقود، لكنه بعد انقضاء السنة خفض المبلغ إلى خمسة نقود فغضب هذا المتسول - الذي يمثل فردا من المجتمع- فبادر من اليوم التالي بسؤال هذا المحسن عن سبب خفض المبلغ من عشرة إلى خمسة؟! فاعتذر هذا المحسن بحجة التزامات الحياة ودخوله معترك الحياة الزوجية بعدما كان عازبا!! وتكملة النكتة -عزيزي القارئ- أن هذا المحسن عمل تخفيضا ثانيا للمبلغ الذي اعتاد عليه المتسول من خمسة إلى ثلاثة نقود فقط؛ موجزا السبب بزيادة مصروفاته الأسرية بعدما رزق بتوأم قبل شهرين. إلا أن المتسول -هذا الفرد- لم تحتمل نفسه قبول هذا العذر فصاح بالمحسن «كل الخوف الذي ينتابني أن في نيتك إدخال أولادك للمدارس على حساب ما تبقى لي عندك؟!».
الخلاصة: أعان الله الفرد العربي على مجتمعه، وأعان المجتمع على أفراده. والسلام.