محمد حدادي

(الأمين العام) و(أمين البلدية)!

يصير خير
يصير خير

الأربعاء - 26 أكتوبر 2016

Wed - 26 Oct 2016

إن أمعنت النظر وتفرّست وجه السيد (بان كي مون) ستشعر حتما بقلق يتسلل إليك خلسة! وقد أبرزت هذه الجريدة مادة صحفية للزميل «تركي الصهيل» ترصد بالأرقام جوانب قلقه منذ توليه منصب أمين عام الأمم المتحدة قبل عقد من الزمن! الغريب ليست إحصائية القلق تلك وإنما مبادرة الأمم المتحدة للدفاع عن «أمينها المقلاق» بوصفه بالمسؤول الذي يستخدم «سياسة هادئة»!.



والحقيقة أن «القلق» مرض العصر! إن لم يكن مرض البشرية عبر كافة العصور! قلقنا مرتبط بقلق أبينا آدم! قلقه من «الفناء» جعله يبحث عن وهم «الخلود»! والنتيجة خروجنا من «النعيم» صوب «شقاء الأرض» و«قلاقلها»! ومع هذا المصير المأساوي إلا أن هناك «بشرا» لا يكتفون بـ«قلقك الوراثي» فحسب؛ إنما يوجهون لك جرعات مضاعفة منه! أحيانا يحفزون قلقك بالمجان؛ وأحايين من منطلق رؤيتهم أداء مهامهم ومسؤوليات وظائفهم على أتمّ وجه!!



إنك لا تملك خيارا في تجنب رسائلهم تلك! لسبب بسيط أنها تمسّ حياتك وكيانك ووجودك أيضا! لذا تحاول إعادة رمي الكرة – ودون وعي هربا من قلقك الحتمي- إلى ملعبهم! ترى أنهم منشأ هذا القلق بسبب أخطاء سياساتهم الإدارية المتعاقبة؛ وترى أنهم يرمون فشلهم –كمسؤولين- على عاتقك دون أن يرفّ لهم رمش! أنت «الحلقة الأضعف» يا صاحبي! ستداهمك نتيجة تقصيرهم دون امتلاك الوقت الكافي لاحتواء آثارها الحارقة! وتيرة قلقك ستزداد هذا مؤكد؛ إنما ستفقد حتى التعاطف من بقية البشر الذين يقاسمونك كوكب الأرض! ولن تنجو حتى من تعليقاتهم عنك وعن وطنك! سيضيفون على كل السلبيات المنطبعة في عقولهم واحدة أخرى جديدة عنك؛ «الثري» النائم على بئر نفط يعمل لساعة واحدة فقط! ولأنه من غير المؤكد بقاؤه لأداء عمل هذه الساعة «اليتيمة» ألزمه مديره على الـ»تبصيم» خمس مرات!



أخبرني كيف ستثبت لهم خطأ ما يتوهمون وهم ينقلون لك «الشتيمة» التي وصفك بها «المسؤول» ابن بلدك؟! ستهرب من بواعث تعليقاتهم أعرف! إنما حين تنطوي على نفسك أخبرني: كيف ستواجه بواعث قلق «الإفلاس»؟!