على قدر إصرارك تكون أنت

من منا لا يعرف قصة الشاب الذي فصل من فريق كرة السلة، فعاد خائبا محزونا إلى غرفته يبكي بمرارة، فأصبح مايكل جوردن البطل القومي لكرة السلة والفائز ببطولة الـ( إم بي إيه) ست مرات على التوالي.

من منا لا يعرف قصة الشاب الذي فصل من فريق كرة السلة، فعاد خائبا محزونا إلى غرفته يبكي بمرارة، فأصبح مايكل جوردن البطل القومي لكرة السلة والفائز ببطولة الـ( إم بي إيه) ست مرات على التوالي.

الخميس - 23 يناير 2014

Thu - 23 Jan 2014



من منا لا يعرف قصة الشاب الذي فصل من فريق كرة السلة، فعاد خائبا محزونا إلى غرفته يبكي بمرارة، فأصبح مايكل جوردن البطل القومي لكرة السلة والفائز ببطولة الـ( إم بي إيه) ست مرات على التوالي.

الطفل الذي لم يستطع الحديث حتى بلغ الرابعة من عمره، والذي قال عنه معلمه يجب ألا يتوقع منه الكثير، فأصبح ألبرت أينشتاين العالم الشهير واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة والفائز بجائزة نوبل في الفيزياء.

السيدة التي قيل لها أنها لا تصلح للتلفاز فليس لها مكان كمذيعة أو مقدمة أخبار، هي (أوبرا وينفري) التي أصبحت مقدمة أشهر برنامج حواري في العالم، والشخصية النسائية الأكثر تأثيرا على الإطلاق.

والشخص الذي فصل من عمله في الصحيفة بسبب أنه شخص غير مبدع وليست لديه أفكار أصلية خلاقة هو (والت ديزني) صاحب شركة والت ديزني.

والطفل الذي فصل من فريقه في عمر الـ11 بسبب أن لديه مشكلة في هرمون النمو جعله أصغر من أقرانه هو لاعب كرة القدم الأشهر (ليونيل ميسي) الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم لعدة مرات على التوالي

كل تلك الأمثلة العالمية المختلفة واجه أصحابها صعوبات كبيرة وتثبيطا عظيما من الناس فأصروا وعملوا واجتهدوا حتى بلغوا مرادهم وحققوا أحلامهم.. الآن دعوني أحدثكم عن بعض أصحاب الطموح والإصرار الذين يفخر بهم مجتمعهم كما أفخر ويفخر بهم من يعرفهم.

الشاب الصغير (عرفات والد) ابن الصف الثالث المتوسط، الذي وجد على عاتقه حملا ثقيلا متمثلا في أمه وأخواته والفقر الذي ينخرهم لم يجد بدا من أن يعمل في وظيفة تقيه شر سؤال الناس وإن كانت لا تقيه شر سخريتهم، فعمل عامل نظافة براتب ضئيل جدا، لكنه لم يستسلم لذلك فأصبح الآن ثاني أفضل موظف في منصبه في بنك البلاد على مستوى المملكة بعد أن أكمل الثانوية العامة ودرس في معهد الإدارة العامة لدراسة الأعمال البنكية والآن يدرس بكالوريوس لغة إنجليزية وما زال في جعبته الكثير.

(محمد شرف) هو بائع الشاي الذي يراوده الحلم بأن يعمل في فندق لانبهاره بالفنادق بعد زيارة قصيرة، كان يعمل في النهار ويدرس في الليل، نجح في عمله كبائع شاي لكنه فشل في دراسته الثانوية والآن هو مدير الحجز في فندق ساعة مكة.

أما (ثامر الفرشوطي) فكان حلمه أن يكون رجل أعمال، لكنه فشل مرارا وتكرارا في تحقيق حلمه، فمن مقهى انترنت لمحل جوالات ومن فشل لآخر حتى كانت آخر مغامرة مجنونة هي قيامه ببيع سيارته والاستقالة من وظيفته لمشروعه الجديد الذي فشل فيه أيضا، ثامر الآن صاحب مؤسسة تنتشر فروعها في المملكة وبدأ مشروعه الدولي في الإمارات.

ومن هذه النماذج المشرفة (علي أبو ساق) فلم يكن سوى (كداد) سائق أجرة يلاحق أحلامه فتفر منه، يجمع قوت يومه ويسعى جاهدا ليحقق ما يريد، حتى من الله عليه فأصبح تاجرا تحت إدارته وفي مؤسسته أكثر من ٧٠موظفا.

كثير من القصص التي أبهرتني عن شباب بسطاء تحلوا بجرأة الأمل، وخاضوا الصعاب وحاربوها حتى قهروها لتكون لهم الغلبة وليكون لأحلامهم نصيب من واقعهم، فالناس يا أعزاء صنفان: صنف ينام ليحلم والصنف الآخر تمنعه أحلامه من النوم. (سعيدة العمري)، (نورة المقيطيب) (عبدالله الشلاقي)،( نوال الشمراني)، (مشاري الصوينع)، ( ونورا حكيم) أمثلة أخرى لم نتحدث عنها بلغوا ما أرادوا وما زالوا في الطريق لبلوغ المزيد والمزيد.

أختم بمقولة نسبت لعمر بن الخطاب ونسبها البعض لعمر بن عبدالعزيز تقول «لو أن الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه ما قام لهم دنيا ولا دين» فالإصرار والكفاح عملية تعلم مستمرة وجهاد مستمر، فالإصرار كسر لقيد النمطية وتحليق في حدود المستحيل لتحويله ممكنا.