إبراهيم خليل البراهيم

لم لا تفشل؟

الاثنين - 24 أكتوبر 2016

Mon - 24 Oct 2016

والت ديزني الاسم الرنان والأكثر شهرة في مجال الإعلام والرسوم الكرتونية والحدائق الترفيهية والحائز على 22 جائزة أوسكار والعديد من الجوائز المختلفة؛ تم طرده من عمله في رسوم الكاريكاتير من رئيس التحرير في إحدى الصحف في مدينة كانساس الأمريكية مبررا ذلك بأنه شخص يفتقد إلى الخيال ولا يملك أفكارا جديدة.



تلك لم تكن آخر إخفاقات والت ديزني حيث تعرض استوديو الرسوم المتحركة الذي اشتراه لاحقا إلى الإفلاس، ومرت حياته بموجات فشل متعددة حتى انتقل هو وأخوه روي إلى ولاية كاليفورنيا وأسسا استوديو «ديزني براذرز» واخترعا الشخصية الكرتونية الأشهر في العالم «ميكي ماوس».



شركة والت ديزني اليوم يعمل بها أكثر من 180 ألف موظف وفي عام 2015 فقط زار حدائقها الترفيهية المختلفة حول العالم أكثر من 95 مليون زائر، وتبلغ قيمتها السوقية أكثر من 146 مليار دولار أمريكي . لك أن تتخيل ما الذي كان سيحصل لو استسلم ديزني لمحاولاته الفاشلة واستمع إلى رأي رئيس تحرير الصحيفة؟!



في سياق الكفاح والتعلم من الفشل لا يمكن أن نغفل قصص العالم الشهير توماس أديسون الذي لم يتعلم في المدارس الأمريكية إلا ثلاثة أشهر فقط، حيث وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا، إلا أن والدته معلمة القراءة والأدب قامت بتعليمه، وكانت أحد أسباب نجاح ابنها ونبوغه.



استمرت سلسلة إخفاقات أديسون حيث تم طرده من أول عملين له بحجة عدم إنتاجيته.



توماس أديسون أحد أشهر العلماء في التاريخ البشري حقق أكثر من 1090 براءة اختراع كان أشهرها اختراع المصباح الكهربائي الذي أضاء العالم.



كان اختراعه الأشهر تجسيدا لمقولة الحاجة أم الاختراع حيث مرضت والدته مرضا شديدا، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظرا لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار حتى الصباح لإجراء العملية.



فانكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من أجل تنفيذ فكرته حتى إنه خاض أكثر من 99 تجربة، وقال عندما تكرر فشله في تجاربه «هذا عظيم! لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به».



يخطئ من يعتقد أن مفردة «الفشل» مضادة لمفردة «النجاح» ، هما مفردتان مرتبطتان، فالفشل أولى الخطوات في سلم النجاح. الفشل ليس أمرا سلبيا على الإطلاق كما يعتقد البعض، بالفشل نتعلم ونرتقي ونتقدم ونكتسب الخبرة والمعرفة.



المطلع على تجارب الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب التأثير في التاريخ البشري يجد أنهم يشتركون في العديد من المحاولات الفاشلة، لكنها لم تثنهم عن أهدافهم وتحقيق طموحاتهم بل زادتهم إصرارا وقوة لينقشوا أسماءهم يخلدون تجاربهم.



ومضة: لا تقلق من الفشل.. افشل لتنجح!