لا تعلق الأخطاء على المواطن يا معالي الوزير
الاثنين - 24 أكتوبر 2016
Mon - 24 Oct 2016
في لقاء الثامنة مع الزميل داود الشريان، صدم معالي وزير الخدمة المدنية خالد العرج الشارع السعودي بمقولته التي خلدها التأريخ: #إنتاجية_الموظف_ساعة_فقط، وذكر أن هناك دراسة علمية في هذا الباب، وأغلب الظن أنه يقصد الدراسة الشهيرة التي قدمها معهد الإدارة - الذي يرأس مجلس إدارته العرج - عام 2004، وبالرغم من العيوب المنهجية والعلمية الكثيرة في الدراسة المذكورة، لأنها لم تتبع الأعراف الأكاديمية، واستبعدت نصف عينة الدراسة هكذا بدون مقدمات - أكثر من 1100 موظف -، وهذا عيب لا يمكن تبريره علميا، إلا أن المواطن المسكين سيعتمد منهج الجحفلة مع ما قاله معالي الوزير، وسيفترض المواطن الضعيف - جدلا - أن هذه الدراسة لا غبار عليها، ونتفق معك أن إنتاجية الموظف ساعة فقط.
هنا سؤال يمتد من مسجد عمر بن الخطاب في دومة الجندل بشمال المملكة إلى خرخير الرمال في جنوبها يقول: كيف وصلنا لهذا الحال؟ كيف وصل الحال لأن تكون إنتاجية الموظف ساعة فقط. وسيكفيك المواطن الغلبان الإجابة يا معالي الوزير: إنتاجية الموظف ضعيفة جدا لأنه يأتي متأخرا، ولا يدخل مكتبه إلا مشارف التاسعة! ولماذا التاسعة؟ لأن مديره لا يحضر إلا العاشرة صباحا! ولماذا العاشرة؟ لأن نائب الوزير لا يحضر إلا الحادية عشرة! ولماذا؟ لأن معالي الوزير لا يدخل وزارته إلا بعد صلاة الظهر، ويغادرها سريعا لارتباطه باجتماع خارج الوزارة! طبيعي إذن أن تكون إنتاجية الموظف ساعة واحدة فقط! لأن إنتاجية مديره نصف ساعة، وإنتاجية نائب الوزير ربع، في حال تصل إنتاجية الوزير إلى خمس دقائق!
غالب أجهزة البصمة فشلت في الجهات الحكومية، ولم تؤت الثمار المرجوة لأن مدراء الإدارة ونوابها ومن يتربع على عرش السلطة في كل جهة لا يدخل ضمن عملية التبصيم، والسبب واضح جدا، لإنسان لا يحضر إلا بعد صلاة الظهر! فقط لو حضر الوزير السابعة إلى مكتبه وانصرف في وقت نهاية الدوام المعتاد لكانت الوزارة من بواب الأمن إلى مكتب معاليه حاضرا ومنتجا ومؤثرا.
السبب الآخر الذي قادنا يا معالي الوزير لهذا الحال، يتقاسم وزره من كان معك على طاولة النقاش، وأعني الوزارات الثلاث، المالية والتخطيط والخدمة المدنية. ولأن المواطن لا يفهم دندنة ماكنزي، فخذ مثالا واحدا بسيطا: مركز صحي تابع لوزارة الصحة قريب من منزل العبد الفقير، يخدم أهل الحي، يوجد في وظيفة الاستقبال سبعة موظفين! بينما المركز لا يحتاج فعليا سوى موظف واحد! المواطن ليس له دخل في هذا الترهل، ولهذا من الطبيعي أن تكون إنتاجية كل موظف نصف ساعة فقط لهذا المركز! كثير من الجهات الحكومية يستطيع رأس الهرم الاستغناء عن 50% من الموظفين، دون أن تتأثر الوزارة كثيرا. عدم الفاعلية الإدارية ليس للمواطن فيها ناقة ولا جمل، ولكن ذنب هذا المواطن النحيل أن (جداره قصير)، وأصبح مجرد حبل لتعليق قصص الفشل والإخفاقات عليه.
[email protected]
هنا سؤال يمتد من مسجد عمر بن الخطاب في دومة الجندل بشمال المملكة إلى خرخير الرمال في جنوبها يقول: كيف وصلنا لهذا الحال؟ كيف وصل الحال لأن تكون إنتاجية الموظف ساعة فقط. وسيكفيك المواطن الغلبان الإجابة يا معالي الوزير: إنتاجية الموظف ضعيفة جدا لأنه يأتي متأخرا، ولا يدخل مكتبه إلا مشارف التاسعة! ولماذا التاسعة؟ لأن مديره لا يحضر إلا العاشرة صباحا! ولماذا العاشرة؟ لأن نائب الوزير لا يحضر إلا الحادية عشرة! ولماذا؟ لأن معالي الوزير لا يدخل وزارته إلا بعد صلاة الظهر، ويغادرها سريعا لارتباطه باجتماع خارج الوزارة! طبيعي إذن أن تكون إنتاجية الموظف ساعة واحدة فقط! لأن إنتاجية مديره نصف ساعة، وإنتاجية نائب الوزير ربع، في حال تصل إنتاجية الوزير إلى خمس دقائق!
غالب أجهزة البصمة فشلت في الجهات الحكومية، ولم تؤت الثمار المرجوة لأن مدراء الإدارة ونوابها ومن يتربع على عرش السلطة في كل جهة لا يدخل ضمن عملية التبصيم، والسبب واضح جدا، لإنسان لا يحضر إلا بعد صلاة الظهر! فقط لو حضر الوزير السابعة إلى مكتبه وانصرف في وقت نهاية الدوام المعتاد لكانت الوزارة من بواب الأمن إلى مكتب معاليه حاضرا ومنتجا ومؤثرا.
السبب الآخر الذي قادنا يا معالي الوزير لهذا الحال، يتقاسم وزره من كان معك على طاولة النقاش، وأعني الوزارات الثلاث، المالية والتخطيط والخدمة المدنية. ولأن المواطن لا يفهم دندنة ماكنزي، فخذ مثالا واحدا بسيطا: مركز صحي تابع لوزارة الصحة قريب من منزل العبد الفقير، يخدم أهل الحي، يوجد في وظيفة الاستقبال سبعة موظفين! بينما المركز لا يحتاج فعليا سوى موظف واحد! المواطن ليس له دخل في هذا الترهل، ولهذا من الطبيعي أن تكون إنتاجية كل موظف نصف ساعة فقط لهذا المركز! كثير من الجهات الحكومية يستطيع رأس الهرم الاستغناء عن 50% من الموظفين، دون أن تتأثر الوزارة كثيرا. عدم الفاعلية الإدارية ليس للمواطن فيها ناقة ولا جمل، ولكن ذنب هذا المواطن النحيل أن (جداره قصير)، وأصبح مجرد حبل لتعليق قصص الفشل والإخفاقات عليه.
[email protected]