الاستقرار: مهمة مشتركة
الاستقرار نعمة جليلة وفي فقده العكس وأكثر، وهو وضع كلما حل ازدهر المكان ونهض، ومعه يتفاءل الإنسان ويشرق عالمه، له معان مختلفة بحسب الحالة، فمنه النفسي والعاطفي والاقتصادي والسياسي أيضا، وخلاف ذلك الأمني والأسري مثلا.
الاستقرار نعمة جليلة وفي فقده العكس وأكثر، وهو وضع كلما حل ازدهر المكان ونهض، ومعه يتفاءل الإنسان ويشرق عالمه، له معان مختلفة بحسب الحالة، فمنه النفسي والعاطفي والاقتصادي والسياسي أيضا، وخلاف ذلك الأمني والأسري مثلا.
السبت - 28 يونيو 2014
Sat - 28 Jun 2014
الاستقرار نعمة جليلة وفي فقده العكس وأكثر، وهو وضع كلما حل ازدهر المكان ونهض، ومعه يتفاءل الإنسان ويشرق عالمه، له معان مختلفة بحسب الحالة، فمنه النفسي والعاطفي والاقتصادي والسياسي أيضا، وخلاف ذلك الأمني والأسري مثلا. في مجمل المعاني الرائجة في بطون قواميس «اللغات» التي تجمع على ضرورة الاستقرار وتحذر من التفريط فيه، إنه حالة «ثبات ورسوخ» ولربما فرح!، وله من المعاني ما يقربه ويقدمه إلى مراكز دوائر الاهتمام ويحتضنه في أعلى درجات سلم الأولويات بحكم ما يربطه مع الحياة من علاقة مباشرة وما يترتب على هذه العلاقة في ظل وجوده من الهدوء والسكينة وهو بلا شك – أي الاستقرار يملأ الوجود اطمئنانا وهذا يعني أن «غيابه» يجعل الحياة لا تثبت على وجه، ومن عليها في حالة اهتزاز وبلا قرار، - هذه الخاصية تشمل ميادين الحياة العامة ولا تستثني الوضع السياسي على الإطلاق، لأن كل استقرار آخر مثل النفسي أو الاقتصادي أو الأمني وخلافها يشكل ملامح ما هو أكبر ويفتح النافذة عليه، ومن جائز القول وهذا مجرد رأي أن أي استقرار في الجوانب الأخرى يشكل المنافذ إلى المظلة الكبرى- مظلة الاستقرار السياسي ويشكل أوتادها والأطناب.
إذا، الاستقرار هدف حيوي تسعى إليه الدول «الرشيدة» وتنشده الشعوب «الواعية» المتسامحة بإلحاح لما في طويته من إيجابيات تجمل وجه الحياة بدءا من حفظ الإنسان إلى إعمار المكان.
في العموم، العمل من أجل الاستقرار ليس بالأمر السهل وليس من هين الجهود، وفي المقابل البحث عنه حينما يرتبك مكلف وحينما يدبر شاق ومهلك وفي سجل سالف الأيام وخارطة حاضرها تجربة وتجربة والعبر تتزاحم في مسارات وجوده مثلما هي في مسارات تلاشيه وبحسب كل حالة تقدم الأيام والليالي دروسها بالمجان إما قاسية أو لينة والعبرة لمن يعتبر.
اليوم، المملكة العربية السعودية تمثل أحد الأركان الأصلية في معادلة القوة الدولية بعد أن نجحت محاولة بنائها على يد المؤسس في لم شمل البلاد بهدف يتحرك في كل الاتجاهات نحو خلق حالة من الاستقرار في كل النواحي بأعمال ناضجة متوازنة غايتها سعادة الإنسان وخدمته وفي سبيل ذلك تعاظم الحراك التنموي ونمت المنجزات وهذا حدث وما زال يحدث ولم يعقها بقدر ما قوى عودها للعب دور مهم في نشر السلام ومحاربة الإرهاب لصالح البشرية عطفا على إدراك القيادات السياسية المتعاقبة لمعنى الاستقرار وماهيته والآثار المترتبة عليه، لهذا أصبح استقرارها أنموذجا تقع عليه أنظار الغير وحديثهم، ولا أظنهم أغفلوا أو سيغفلون مشقة الطريق إلى هذه الغاية السامية التي لا يدرك قيمتها إلا فاقدها.
في إطار ما تقدم ليس من الممكن ولا أجانب الصواب إذا قلت إنه من المستحيل أن تفرط السعودية في استقرارها، ومن هنا تسعى من حين إلى آخر إلى تنشيط ملف أمنها الوطني، وتقلب صفحاته مباشرة لترسم خططها الوقائية لحفظ منجزاتها وحماية كيانها كلما حركت الأحداث ذيلها بعد أن اختلطت أوراق الثقة في الغير بعيدا وقريبا وفي هذا للأمانة ما يقوي قناعة الداخل والخارج في صلابة منظومة الاستقرار السعودي المتصل منها بالشأن الخارجي أو الداخلي على حد سواء.
ويبقى أن الاستقرار بمفهومه العام وإن كان تأسيسه مسؤولية الدولة، مهمة مشتركة بين الحكومة والشعب ولكل واجبه الوطني، الحكومة معنية بتنفيذ التوجيهات كما يجب في وقتها والعمل وفق مبدأ العدالة في تعاملاتها مع الناس وفي هذا تأسيس ورعاية للاستقرار النفسي أو لنقل الاجتماعي وهو ركيزة في قاعدة الاستقرار السياسي، والمواطنون معنيون بالمشاركة الذاتية بوازع وطني لحماية المصالح العامة وأقلها تقدير المنجزات الوطنية وحمايتها إلى جانب التفاعل الحي مع الأحداث وتداعياتها بشكل جمعي لصالح الوطن في إطار توجيهات الدولة دون أذن صاغية للإشاعات.