عبدالرحمن حمد

المترسملون..!

بدون عقال
بدون عقال

السبت - 22 أكتوبر 2016

Sat - 22 Oct 2016

المال هذا الساحر العجيب..



الذي أطل على الناس ليحقق لهم (بعض) رغباتهم لا كلها..



ولأنه يكفل البعض لا الكل عاشوا معه في السابق بـ توازن..



يأخذون منه ما يكفيهم فـ يغنيهم..



يقنعون بـ قليله (الحلال) فـ يعفون عن كثيره (الحرام)..



هذا قبل أن يغرقوا فيه و(يترسملوا)..



وبعد أن ترسملوا..



صار جمعه همهم الأول والأخير..



قاتلوا (القريب) عليه قبل (البعيد)..



نزعت مشاعر (حبهم) لمن حولهم وما حولهم وصارت له..



يأخذون منه ما يزيدهم (ولعاً) فيه لا اكتفاء به..



تفرّق الإخوان وتعادى الأخلاء..



وبات البشر يقيمون بعضهم بـ الرصيد المالي لا السلوك الأخلاقي ولا الدرجة العلمية..



ذابت طموحات الشباب وانصهرت فيه..



وتحولت قناعات الكهول واتجهت له..



ولذا سعوا له بكل (وسيلة) لأنه بات سيد (الغايات) وأقصاها في نظرهم..



ولهذا كل (حق) يمنعهم منه (أبطلوه)..



فكسروا كل حاجز يحجبهم عنه فسحقوا الحياء والعيب..



وليتهم اكتفوا بهما فقط بل وألحقوا بهم حاجز (الحرام)..



تحايلوا وخدعوا من أجل مبلغ سـ يصرف..



وألصقوا التهم ظلما وبهتانا من أجل الفوز بكم (1000) وعدوا بها..



تسلقوا من السلالم الخلفية لأن الأبواب الأمامية تلفظهم..



فجعلوا من جشعهم السلالم أبوابا والأبواب سلالم..



لم يدركوا أن المال في الجيب (مصرف) وفي القلب (صارف)..



فانصرفوا له وبه..



ترسملوا فصابهم (سعار) الخوف من الغد وكأن الغد سيحفظه احتياطهم.. أو أنه سيهدمه قلة المال في أيديهم..



وكأنهم لا يعلمون أن الغد عند الله..



وأن القدر المنتظر إن خلا من (بركة الله) فهو شقاء..



وكيف تسكن بركة الله في مال تنامى وربى بـ ربا وهتك لأعراض الناس وفضح لأسرارهم وشتم لهم..



والأدهى والأمر أن يكون بـ (إزهاق) لأرواحهم..!!



المال ليس كل شيء..



المال بعض مما نحتاج وليس كل ما نحتاج..



وقليله قد يكفي.. لكن كثيره المغشوش قد يقضي على كل شيء..



وأول ما يقضي عليه روحك التي (تخاف الله)..!!



لست ضد (الثراء)..



ولكنني ضد الثراء بـ الحرام..!!





[email protected]