مدارس القيادة تجارة وبلادة

الجمعة - 21 أكتوبر 2016

Fri - 21 Oct 2016

قيادة السيارة فن ومهارة وذوق، غير أن هناك معاهد لا تحرص على تحقيق تلك الجملة لنجاح زبائنها في الاختبارات الخاصة برخص القيادة، لأنها تنظر إليهم على أنهم يشكلون مصدرا للدخل لها ينبغي ألا ينضب، على الأقل سريعا، وكأن ما يحدث استنزاف لأموال هؤلاء، بل ومضيعة للوقت الذي لا يمتلكونه ليأتي المتدرب وهو دكتور جامعي (إ. ج) بعد تحديد المستوى لتحديد دورة له «مكثف» من خمسة أيام، واجدا كل الخير من مدير المدرسة أ.



فيصل النجران، فإذا ذهب في موعده وركب مع المدرب قال المشرف (ص.ع) للمدرب الهندي انزل وأعطه الورقة، تعلم برة وتعالّي بعد أسبوع أو انتظر شهرا وتعالّي من جديد.. وعلى ذلك الحال، لأتأكد، ذهبت لأرى ما لم أصدقه من الكلام، فإذا برجل ينادي على المتدربين الجدد ممن جاؤوا للتدريب بالمدرسة «مكثف» ويحدد من هنا يقف ومن هناك ينتظر، حتى يأتي المدرب ويركب معه وما هي إلا ثانيتان أو أربع في مكان التدريب ليعطيه الورقة..



بالله عليكم متدرب بمدرسة قيادة جاء للتدريب أول ما يقود يرجع للوراء خطوتين ثم قف و»ديور» ليجد المدرب بكل سهولة يقول له «ابحث عن حد يدربك أسبوع وتعالي»، هذا تسلسل نظامهم في مدرسة قيادة السيارات بدلة التخصصي فما بالكم بالبقية، فهو يمنح الذين يحالفهم الحظ في الاختبار ويجعل غيره لفترة طويلة بدورات لا يعلم مداها إلا الله، ودون مراعاة لظروف المتدرب الذي أخذ إجازة من دوامه ودون مراعاة لوقته وحرارة الشمس، وما كان من الرجل وأمثاله العشرات إلا الذهاب وصب جمام غضبهم على أفراد لا يخافون في الله لومة لائم.



إن إدارات بعض المعاهد لا تفرح كثيرا بنجاح زبائنها في الاختبارات، خصوصا تلك الفئة التي تنظر للزبائن على أنهم يمثلون مصدرا يوفر لها المكاسب المالية، لذلك فإن من الخطأ الفادح تركه ليجف، وتاليا فهي، أي المعاهد، لا تحرص على منح زبائنها المتدربين كل مهارات قيادة السيارة دفعة واحدة بل على شكل جرعات وفي أوقات متباعدة، وحتى الأخطاء لا يتم تصحيحها بشكل سليم؛ وذلك بهدف عودة المتدرب إليها مرة أخرى، للحصول على مزيد من الأموال منه.



وختاما: هل معاهد تعليم قيادة السيارات بمنأى عن عيون المفتشين الذين يتابعون أنشطتها عن كثب داخل مقارها وأثناء حركة مركباتها وقت التدريب وطرق معاملتهم للمتدربين.