عبدالله حسن أبوهاشم

ليس دفاعا عنهم

الخميس - 20 أكتوبر 2016

Thu - 20 Oct 2016

يسخر بعض كتابنا من المتحدثين الرسميين في الجهات الحكومية، بأن وظيفتهم ومهمتهم الوحيدة هي مجرد النفي فقط، حتى أطلق عليهم البعض (النافي الرسمي).



في رأيي الشخصي، هذا التعميم فيه شيء من الإجحاف في حقهم، وهذا ليس دفاعا عنهم، فأنا لست متحدثا رسميا في أي جهة حكومية أو خاصة، ولكن لنطرح هذا السؤال، وليجب كل منا عليه بصراحة: من الذي دفع المتحدثين الرسميين ليخرجوا علينا بكثرة هذه الأيام؟ أليس هو هذا الكم الهائل من الشائعات التي أخذت تتزايد في الآونة الأخيرة بكل أسف، بشكل ملفت ومخيف؟ وبصورة تنم عن قلة في الوعي وعدم إدراك بخطورة هذا المرض الخطير وآثاره السلبية على المجتمع، وعلى أمن واستقرار بلادنا بشكل عام، وقد استغل البعض وسائل التواصل الاجتماعي استغلالا سيئا، تلك التي عززت وكرست من هذه الظاهرة الخطيرة، وساعدت بشكل قوي جدا في انتشارها، وتداولها بين الناس بهذه السرعة الشديدة التي نراها اليوم، بشكل غير مسبوق.



ومع كل إشاعة تنتشر، ويتم تداولها عبر هذه المواقع، تضطر الجهة المعنية إلى أن تطلب من متحدثها الرسمي أن ينفيها نفيا قاطعا، والنفي في هذه الحالة أمر مطلوب ومرغوب بل وضروري، حتى يبين للناس حقيقة الأمر، وتوضح لهم الصورة ليرتاحوا ويطمئنوا.



والمفترض أن يصدر النفي من غير تأخير، حتى يتم دحض الشائعات ويتوقف الناس عن تداولها ونشرها بعد معرفتهم للحقيقة، لكن المستنكر والمستغرب بل والخطأ، عندما يحصل العكس، أي عندما تتجاهل الجهة المعنية ما يتردد من شائعات، فلا يظهر المتحدث الرسمي، أو يتأخر ظهوره، هنا المشكلة، وهذا ما يحدث أحيانا، مما يتسبب في نشر الشائعة على نطاق أوسع، ويتم تداولها بصورة أكبر، ولفترة أطول، ويختلط الأمر على الناس ما بين مصدق ومكذب، حتى إن البعض يصدقها ويقتنع بها ويؤكدها ويسهم في نشرها ويفتح الباب للمزيد من الشائعات. يقول أحد الأشخاص: لو توقف الناس عن نشر الشائعات وأصبحوا أكثر وعيا ومعرفة بخطورتها وآثارها السيئة لارتاحوا وارتاح معهم المتحدثون الرسميون.