فيصل الشهري

السمسار الذكي.. والجمعية الفقيرة

الأربعاء - 19 أكتوبر 2016

Wed - 19 Oct 2016

الكل في هذا الوطن المعطاء تربى على فعل الخير ونبل العطاء لوجه الله تعالى، وهذا ما قامت عليه مؤسسات العمل الخيري في وطننا الحبيب، منها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وجمعيات البر الخيرية، وهاتان المؤسستان الخدميتان لبناء الإنسان لها من الجهود العظيمة وعليها من الملاحظات العديدة.



وهنا سألفت نظركم أيها القراء الكرام إلى ملاحظة بل كارثة بل خيانة بعباءة العمل الخيري والتطوع إلى الله خيرا تحت ظلال القرآن وأفياء السنة، سأتوجه بسطوري إلى الغافلين أمثالي وإلى وزارة الشؤون الاجتماعية المعنية بمتابعة الجمعيات.



وقعت على هذه النادرة وأنا أتجول في أسطر أحد الكتب التي تعني بالمكاشفة، ولعلها كانت جديدة عليّ وعلى الكاتب بينما هي واضحة وبديهية للعاملين في الوسط خيري، وهذه النادرة الكارثة هي حصول الوسيط الذي يقنع المتبرع على نسبة من المال الذي تتحصل عليه الجمعية، وهذه النسبة تخضع للمساومة بين السمسار النشط الباحث عن الثراء وبين مجلس الإدارة وقد تكون هذه النسبة 10%‏ أو 20%‏ أو حتى 30% ...



وببساطة رياضية لا يجهلها كلكم أنه عندما يتبرع فاعل خير لمشروع السلة الغذائية - فرضا- بمبلغ مليون ريال بسمسرة أحد السرقة وخنوع ارتضاء الجمعية واتفاق كليهما على نسبة 10% فهو بالتالي سيتحصل على مبلغ مئة ألف ريال لا عرق له فيها ولا حق. وهذا المبلغ البسيط في نظر الجمعية الكبير في نظري يرمم بيتا ويؤثثه ويزوج شابا وفتاة.



بهذا العمل الشيطاني وجنون المادة وانعدام الضمير وتشويه للعمل الخيري يصح لي تفسير عزوف بعض أصحاب الأموال من التجار والوجهاء من دعم هذه الجمعيات ليرحل بماله إلى شرق آسيا أو جنوب أفريقيا.



أتمنى أن يخرج لنا أحد رؤساء الجمعيات الخيرية ويدحض معلومتي هذه ويُخطئ فهمي ويعيد بناء حائط الثقة المتهدم.