عبدالرحمن حمد

الجري في (الوقت الضائع)!

بدون عقال
بدون عقال

الثلاثاء - 18 أكتوبر 2016

Tue - 18 Oct 2016

صديق لي (مستعجل) في كل شيء..



يستعجل في مشيته..



يستعجل في أكله..



وفي أحكامه على الناس..



حتى طريقة كلامه يستعجل بها..



كثيرا ما حذرته من الاستعجال وعواقبه الوخيمة..



لكنه لا يرعوي ولا ينصاع لنصحي..



في كل مرة أرصد شيئا من استعجاله..



أقول أنت تلحق شيئا أنا لا أراه..



ويقول: أنا ألحق عمري..



لذا قررت أنا أشاركه عيش عمره..



وأترك له انفراده بـ (لحاق) عمره المكتوب قبل ولادته..



في الخطوات المستعجلة لا بد أن يسقط منك في (طريق) سيرها أشياء لا تحب أن تسقط..



نظرتك البعيدة (المستعجلة) ستعميك على فرص في طريقك ربما أنها أجمل من الهدف المنشود..



قالوا : «في العجلة الندامة»..



لذا كل ما يأتي بندامة سيكون مؤذيا وإن وصلناه قبل غيرنا..



المتروي شخص (قليل) الندم (كثير) الثقة..



والعمل المتروي أكثر ثباتا..



يشبه وجبة (النار الهادئة) لا تجلب (نية) ولا (محروقة)..



أتصور أنه لا يوجد ناجح (مستعجل)..



المستعجل وإن أتى بكامل (همّته) فإنه بلا شك بالكاد يأتي بنصف (نجاحه) إن حصل..



المتروون والمتأنون بشر حسبوا خطواتهم فحسبت لهم..



والمستعجلون جروا بسرعة فوصلوا قبل الجميع لكنهم لم يصلوا كما يجب..



نسيت أن أقول لكم إن صديقي المستعجل رغم استعجاله..



وجريه الحثيث في لحاق عمره ومواكبة متطلبات الحياة..



لا زال بجوال أبو كشاف ولا زال يسكن بيتا مستأجرا وتحاصره الديون..



وفي آخر لقاء جمعني به..



قلت له: أما آن لك أن تركد وتترك الاستعجال..



فكرر جوابه الاستفزازي الروتيني وقال بالفم الغلبان:



أنا بلحق عمري..



قلت أنت لحقت (عليه) قبل وقته..



ولأن الاستعجال بالاستعجال يذكر..



فهذا المقال كتبته في الوقت (بدل الضائع) ليلحق المطبعة وكنت (مستعجلا) فيه لألحقها..



فاعذروا قصوره!





[email protected]





اقرأ أيضاً:

ماذا تفعل بعد أن تكتب؟



.. وكذلك:

15 أمرا عليك تجنبها لتهزم الفشل