الدال في دكتور يعني دبشة
الاثنين - 17 أكتوبر 2016
Mon - 17 Oct 2016
في المرحلة الجامعية درّسنا دكتور بريطاني، ولا أنسى مرة حين قال في لحظة ألم: لا أدري لم الدكاترة عندكم عموما يأنفون من الأسئلة ويتضايقون، آخرهم الأسبوع الماضي عندما كنت في المستشفى وصرف لي الدكتور دواء، وأخذت أناقشه في بعض أعراضه الجانبية.. غضب الدكتور مني، وقال بعبارة معناها (أنا أبخص)!
وهذه مشكلة عزيزي القارئ موجودة في السلك الأكاديمي عموما لأساتذة الجامعات السعودية إلا من رحم ربك. الدكاترة بالسعودية الوحيدون بالعالم الذين يتوقف الواحد منهم عن الطلب والتعلم بعد حصوله على الدكتوراه. هم الوحيدون بالعالم (الفاهمين) في تخصصاتهم، وتبعا لذلك، لا يحق لك أن تتكلم ولا تنطق بحرف في مجالاتهم، ولو كان آخر كتاب قرأه في التخصص قبل ثلاثين سنة! وتزداد المشكلة سوءا أنه يظن بمجرد حصوله على الدكتوراه أنه أصبح أديبا وكاتبا صحفيا وشاعرا ومحللا، في مجتمع هو جزء من المشكلة لأنه ينفخ فيهم دوما بقوله (هذا دكتور.. أكيد أنه فاهم)!
العلم والتعلم لا يعترف بالشهادات.. وإنما لديه قاعدة بسيطة جدا: أعط العلم كلّك.. يعطك بعضه، والسبب أنك عندما تتخرج في الجامعة تتوقع أنك تعرف كل شيء، وعندما تنتهي من الماجستير تظن أنك تعرف كل شيء عن شيء واحد، وعند الانتهاء من الدكتوراه تدرك تماما أنك لا تعرف أي شيء، وأن رحلة العلم والتعلم للتو ابتدأت!
القصد هنا ليس التقليل من التعلم الأكاديمي أو من أساتذته الكرام، وهو السلك الذي أنتمي إليه، تكون مخطئا عزيزي القارئ، ولكن الهدف أن نعي أن رحلة التطوير الذاتي لا تنتهي أبدا، وليست مرتبطة بزمان أو مكان أو ترقية وظيفية، إن لم يكن حب العلم في الدي إن اي للأستاذ الجامعي فما أسرع أن يتجاوزه الركب، واسأل أي طالب متخرج حديثا ليخبرك عن واقع مؤلم لأستاذ توقف عن تطوير ذاته لعقود!
من المواقف التي لا أنساها لبروفيسور مادة السلم بجامعة الملك سعود، عندما كان يداعب طلابه محفزا لهم لنقده ونقد منهجه وعدم الخوف: (لا يخيفكم الدال الذي يسبق اسمي، فهذا الدال يعني دبشة)، ولكن هذا الأستاذ (الدبشة) يصل معدل قراءته 12 ساعة يوميا، مما جعلني أقيم خيمة صغيرة أمام مكتبه لننهل من علمه، حتى بعد تجاوز المادة، وهو من دلني على خبايا معرض القاهرة الدولي للكتاب وتفاصيل لا يعرفها إلا أمثاله عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، وثالثهم الذي بالرياض، لأنها المعارض العربية الثلاثة الأقوى. وحين حصل صاحبنا (الدبشة) على الأستاذية، وأصبح أستاذ دكتور، قلت له مداعبا: كنت بالأمس دبشة - وتعني لا يعرف شيئا - حيث يسبق اسمك حرف دال فقط، والآن أصبح قبل اسمك ألف ودال (أ. د.).. فما اسمك الآن؟ فكان الرد وقصف الجبهة سريعا: لقد أصبحت الآن (أكبر دبشة،)!
اقرأ أيضاً: 1 من كل 5 مديرين معتل نفسيا
.. وكذلك: 5 طرق لاختيار اسم رائع لمشروعك
وهذه مشكلة عزيزي القارئ موجودة في السلك الأكاديمي عموما لأساتذة الجامعات السعودية إلا من رحم ربك. الدكاترة بالسعودية الوحيدون بالعالم الذين يتوقف الواحد منهم عن الطلب والتعلم بعد حصوله على الدكتوراه. هم الوحيدون بالعالم (الفاهمين) في تخصصاتهم، وتبعا لذلك، لا يحق لك أن تتكلم ولا تنطق بحرف في مجالاتهم، ولو كان آخر كتاب قرأه في التخصص قبل ثلاثين سنة! وتزداد المشكلة سوءا أنه يظن بمجرد حصوله على الدكتوراه أنه أصبح أديبا وكاتبا صحفيا وشاعرا ومحللا، في مجتمع هو جزء من المشكلة لأنه ينفخ فيهم دوما بقوله (هذا دكتور.. أكيد أنه فاهم)!
العلم والتعلم لا يعترف بالشهادات.. وإنما لديه قاعدة بسيطة جدا: أعط العلم كلّك.. يعطك بعضه، والسبب أنك عندما تتخرج في الجامعة تتوقع أنك تعرف كل شيء، وعندما تنتهي من الماجستير تظن أنك تعرف كل شيء عن شيء واحد، وعند الانتهاء من الدكتوراه تدرك تماما أنك لا تعرف أي شيء، وأن رحلة العلم والتعلم للتو ابتدأت!
القصد هنا ليس التقليل من التعلم الأكاديمي أو من أساتذته الكرام، وهو السلك الذي أنتمي إليه، تكون مخطئا عزيزي القارئ، ولكن الهدف أن نعي أن رحلة التطوير الذاتي لا تنتهي أبدا، وليست مرتبطة بزمان أو مكان أو ترقية وظيفية، إن لم يكن حب العلم في الدي إن اي للأستاذ الجامعي فما أسرع أن يتجاوزه الركب، واسأل أي طالب متخرج حديثا ليخبرك عن واقع مؤلم لأستاذ توقف عن تطوير ذاته لعقود!
من المواقف التي لا أنساها لبروفيسور مادة السلم بجامعة الملك سعود، عندما كان يداعب طلابه محفزا لهم لنقده ونقد منهجه وعدم الخوف: (لا يخيفكم الدال الذي يسبق اسمي، فهذا الدال يعني دبشة)، ولكن هذا الأستاذ (الدبشة) يصل معدل قراءته 12 ساعة يوميا، مما جعلني أقيم خيمة صغيرة أمام مكتبه لننهل من علمه، حتى بعد تجاوز المادة، وهو من دلني على خبايا معرض القاهرة الدولي للكتاب وتفاصيل لا يعرفها إلا أمثاله عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، وثالثهم الذي بالرياض، لأنها المعارض العربية الثلاثة الأقوى. وحين حصل صاحبنا (الدبشة) على الأستاذية، وأصبح أستاذ دكتور، قلت له مداعبا: كنت بالأمس دبشة - وتعني لا يعرف شيئا - حيث يسبق اسمك حرف دال فقط، والآن أصبح قبل اسمك ألف ودال (أ. د.).. فما اسمك الآن؟ فكان الرد وقصف الجبهة سريعا: لقد أصبحت الآن (أكبر دبشة،)!
اقرأ أيضاً: 1 من كل 5 مديرين معتل نفسيا
.. وكذلك: 5 طرق لاختيار اسم رائع لمشروعك